36

Al-iʿlām bi-ḥudūd qawāʿid al-Islām

الإعلام بحدود قواعد الإسلام

Editor

محمد صديق المنشاوى

Publisher

دار الفضيلة

Edition

الأولى

Publisher Location

القاهرة

إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا .. ﴾ [الأنبياء: ٢٢]، وَأَنَّهُ مُسْتَغْنٍ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ، غَيْرُ مُحْتَاجٍ إِلَى ظَهِيرٍ فِي مُلْكِهِ(١)، وَأَنَّهُ لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ(٢) عَنْ شَأْنٍ فِي قَضَائِهِ وَأَمْرِهِ(٣)، وَأَنَّهُ لَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ فِي سَمَاوَاتِهِ وَلَا أَرْضِهِ، بَلْ هُوَ كَمَا كَانَ قَبْلَ خَلْقِ الْمَكَانِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِجَوْهَرٍ وَلَا جِسْمٍ، وَلَا عَلَى صُورَةٍ وَلَا شَكْلٍ، وَلَا لَهُ شَبِيهٌ(٤) وَلَا مَثِيلٌ(٥)، بَلْ هُوَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(٦)، وَأَنَّهُ لَا تَحِلُّهُ الْحَوَادِثُ [وَلَا التَّغَيُّرَاتُ(٧)](٨).

(١) وهو مُسْتَغْنٍ: أَيْ الْغَنِيُّ عَنِ الْخَلْقِ، فَلَا يَتَكَلَّفُوا صُرَّهُ فَيَصِرُّوهُ، وَلَا يَتَكَلَّفُوا نَفْعَهُ فَيَنْفَعُوهُ، بَلْ كُلُّهُمْ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ؛ فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى تَصْيِيرٍ وَلَا ظَهِيرٍ فِي مُلْكِهِ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَهُوَ الْخَالِقُ بِلَا حَاجَةٍ وَلَا مُؤْنَةٍ، الْمُمِيتُ بِلَا مَخَافَةٍ. انظر: شرح الطحاوية (١٢٢).

(٢) هذه الكلمة في الأصل بالتسهيل (شأن).

(٣) لَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ: أَيْ طَلَبٌ أَوْ قَصْدٌ عَنْ شَأْنٍ آخَرَ، لِأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ يُقْضَى بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَهِيَ: ((كُنْ))، وَلَوْ أَنَّ الْإِنْسَ وَالْجِنَّ سَأَلُوهُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ لَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ، وَمَا نَقَّصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِهِ شَيْءٌ، وَكُلَّ يَوْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي شَأْنٍ مِنْ غُفْرَانِ ذَنْبٍ، وَتَفْرِيجِ كَرْبٍ. انظر شرح مسلم الحديث رقم (٢٥٧٧)، وتفسير ابن كثير (الرحمن / ٢٩).

(٤) لَا يَحْوِيهِ سَحَابُهُ وَلَا يُحِيطُهُ وَلَا يَحُدُّهُ مَكَانٌ فِي سَمَاوَاتِهِ وَلَا أَرْضِهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِجَوْهَرٍ مَحْدُودٍ، وَمُقَدَّرٍ يَحْتَاجُ لِحَيِّزٍ يُحِيطُهُ وَيَحْوِيهِ؛ إِذَا لَأَصْبَحَ فِيهِ إِمَّا مُتَحَرِّكًا أَوْ سَاكِنًا، وَلَا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ الْخُرُوجُ مِنْهُ أَوِ التَّوَاجُدُ فِي غَيْرِهِ؛ مِمَّا يَجْعَلُ لَهُ حُدُودًا كَحُدُودِ الْمَخْلُوقَاتِ، وَيَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ خَلْقِ الْمَكَانِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِجِسْمٍ يَتَأَلَّفُ مِنْ أَجْزَاءٍ، تَتَفَرَّقُ وَتَتَجَمَّعُ، وَلَيْسَ عَلَى صُورَةٍ تَسْتَطِيعُ الْعُقُولُ أَنْ تَتَخَيَّلَهَا، وَلَا شَكْلٍ تُدْرِكُهُ الْأَفْهَامُ، وَلَا يُوجَدُ لَهُ شَبِيهٌ فِي أَسْمَائِهِ وَلَا صِفَاتِهِ، وَلَا مَثِيلٌ يُكَافِئُ قُدْرَتَهُ وَعَظَمَتَهُ، وَمَذْهَبُ السَّلَفِ إِثْبَاتُ الصِّفَاتِ بِلَا تَشْبِيهٍ، وَتَنْزِيهٌ بِلَا تَعْطِيلٍ. انظر شرح الطحاوية (١١٧)، ومجموع الفتاوى (٢٦٤/٥)، وقطف الثمر (٤١).

(٥) في (ع): مثل.

(٦) فهو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا شبيه ولا عديل، الكامل في صفاته، الصمد الذي كمل سؤدده، وصمدت إليه الخلائق، الذي لم يلد ولم تكن له صاحبة، ولم يولد ليس له أم أو أب، ولم يكن له كفواً أحد. شرح الواسطية (٣١)، وتفسير ابن كثير (الإخلاص).

(٧) في (ع): والتغيرات.

(٨) ولا تحله ولا تغيره، ولا تؤثر فيه الحوادث التي خلقت بإرادته، والتي يستحيل عليها =

36