Al-iʿlām bi-ḥudūd qawāʿid al-Islām
الإعلام بحدود قواعد الإسلام
Editor
محمد صديق المنشاوى
Publisher
دار الفضيلة
Edition
الأولى
Publisher Location
القاهرة
صفاتُه الصِّفات، كما لا تُشبه ذاتُهُ الذّوات (١) ﴿ ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (٢) [الشورى / ١١].
والعَشْرُ المستحيلَات (٣):
أن يُعتَقَدَ أنَّه تعالى يَستَحيل عليه الحُدُوثُ، والعدمُ (٤)، بل هو تعالى بصفاتِهِ وأسمائِهِ، قديمٌ باقٍ، دائمُ (٥) الوجودِ، ﴿ ... قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ... ﴾ (٦) [الرعد / ٣٣] ليس له أولٌ ولَا آخِرٌ، بل ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالْآخِرُ ... ﴾ (٧) [الحديد / ٣]، وَأَنَّهُ لا إِلَٰهَ سواهُ، ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ
= بصر يتكشّفُ له كمال التَّفْرِيق بين المصرات، من غير حَدَقَّةٍ، ولا أَحْمال، ولا تحجب رُؤْيَتَهُ الظلمات، مُتكلم بكلام قديم، قائم بذاته لا يشبه كلام المخلوقات، فليس صوت يحدثُ من انسلال هواءٍ؛ أو بانطلاق شفةٍ أو تحريك اللُّسان.
انظر في ذلك شرح الواسطية (٤٣)، ومجموع الفتاوى (١٣٢/٣).
(١) لَا تُشْبه صفاته: صفات المخلوقين، فهو يعلم لا كعلمنا، ويسمع لا كسمعنا، ويبصر لا كبصرنا؛ لأنَّ ذاته ليست كالذوات، لا تتخيلُها العُقول، ولا تُدْرِكُها الأَذْهان.
مجموع الفتاوى (١٠/٣ - ١٦)، وشرح الطحاوية (٩٨، ١١٧).
(٢) ليس كمثله شىء: أى لا يُشْبِهُهُ شَىءٌ من خَلْقِهِ، وَلَا يُشْبِهُ شيئاً من خلقه وهو السميع البصير.
مجموع الفتاوى (١٠/٣ - ١٦)، وشرح الطحاوية (٩٨، ١١٧).
(٣) أى التي يستحيل وقوعها في ذاته سبحانه.
(٤) يستحيل عليه الحدوث: لأَنَّ الشىء الحادث لابدَّ له من مُحدِثٍ قَدْ أَوْجده، والله غير ذلك لأنَّهُ واجب الوجود بنفسه، وكلَّ حادث لابد له من العدم: أى الفناء والله لا يفنى ولا يبيد.
انظر: شرح الطحاوية (١١١)، وابن كثير (الرعد / ٣٣).
(٥) هذه الكلمة كتبت في المخطوطة بالتسهيل (دايم)، وكذلك ما شابهها.
(٦) بل إن الله قديم بلا ابتداء، مُحدِثٌ لكل الحادثات، سبق وُجُودُهُ وجودها باقٍ دائم الوجود لا يعني قائم على كلّ نفس: أى حفِيظ وعليم ورقيب على كل نفس خفِيَّة، يعلم ما كسبت من خير وشر، ولا تخفى عليه خافية.
انظر: شرح الطحاوية (١١١)، وابن كثير (الرعد / ٣٣).
(٧) ليس له أَوَّل؛ وهو الأَوَّل فليس قَبْلَهُ شىء من الخلق، وكان قبل كل شىء، وهو الآخر الباقى فليسَ بعده شىء. انظر: تفسير ابن كثير (الحديد / ٣).
35