105

Al-naẓarāt al-mātiʿa fī Sūrat al-Fātiḥa

النظرات الماتعة في سورة الفاتحة

Publisher

(المؤلف)

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ م

Genres

الدنيا، للابتلاء والامتحان، فكان الملك له خالصا يوم الدين، كما قال الله ﷾: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ (١).
أخرج الشيخان (٢)، البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض).
ولما كانت الآخرة دار جزاء وخلود اختص الله ﷿ بالملك، لينال العباد جزاء سعيهم في الدنيا، ملوكًا وأممًا، على حد سواء، وسواءً كانوا إنسًا أم جنًا، وفي الآية والحديث من تنبيه الغافل، وتحريض النابه ما يجعلهما في غاية الحذر والتحسب لهذا الموقف العظيم، وليعلم العبد أنه في قبضة خالقه ينادى على رؤوس الأشهاد، لمن الملك اليوم؟، فيدفعه هذا إلى محاسبة النفس في الدنيا، إن كان من ذوي الألباب الموفقين.

(١) الآية (١٦) من سورة غافر.
(٢) البخاري، حديث (٤٨١٢) ومسلم، حديث (٢٣).

1 / 106