كَعْبٍ، وابنِ مَسْعودٍ، وابنِ عَبَّاسٍ، وعامرِ بنِ رَبِيعة (٢٢)، وأبى الدَّرْدَاء، وأبِى أُمَامَة (٢٣)، وعامَّةِ الفُقَهاءِ، ولا نَعْلَمُ اليَوْمَ فِيهِ خِلافًا. وذَهبَ جماعةٌ مِنَ السَّلَفِ إلَى إِيجابِ الوُضُوءِ ممَّا غَيَّرتِ النارُ، مِنْهم: ابنُ عُمَرَ، وزَيْدُ بن ثابِتٍ، وأبو طلحة (٢٤)، وأبو موسى، وأبو هُرَيْرة، وأنَس، وعمرُ بن عبدِ العزيزِ، وأبو مِجْلَزٍ، وأبو قِلَابَةَ، والحسنُ، والزُّهْرِىُّ؛ لِمَا رَوَى أبو هُرَيْرَةَ، وزيدٌ، وعائِشَةُ، أنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قالَ: "تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ". وفِى لَفْظٍ: "إنَّمَا الوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النارُ". رَوَاهُنَّ مُسْلِمٌ (٢٥). ولنا، قَوْلُ النبيِّ ﷺ: "ولَا تَتَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الغَنَمِ (٢٦) "، وقَوْلُ جابِرٍ: كانَ آخِرُ الأَمْرَيْنِ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ تَرْكَ الوُضُوءِ مما مَسَّتِ النَّارُ. رَوَاهُ أبو داود، والنّسَائِىُّ (٢٦).

(٢٢) أبو عبد اللَّه عامر بن ربيعة بن كعب العنزى الصحابى، كان ممن هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وتوفى بعد قتل عثمان رضى اللَّه عنه. أسد الغابة ٣/ ١٢١، ١٢٢.

(٢٣) أبو أمامة صدى بن عجلان بن الحارث الباهلى الصحابى، روى عن النبي ﷺ فأكثر، وتوفى سنة إحدى وثمانين. أسد الغابة ٣/ ١٦، ٦/ ١٦، ١٧.

(٢٤) أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود الأنصاري الصحابى، كان من الرماة من الصحابة. توفى سنة أربع وثلاثين. أسد الغابة ٢/ ٢٨٩، ٢٩٠، ٦/ ١٨١، ١٨٢.

(٢٥) في: باب الوضوء مما مست النار، من كتاب الحيض. صحيح مسلم ١/ ٢٧٢، ٢٧٣.

وحديث أبي هريرة أخرجه أبو داود، في: باب التشديد في الوضوء مما مست النار، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٤٤. والترمذي، في: باب الوضوء مما غيرت النار، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ١٠٨. والنسائي، في: باب الوضوء مما غيرت النار، من كتاب الطهارة. المجتبى ١/ ٨٧. والإمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٦٥، ٢٧١، ٤٢٧، ٤٥٨، ٤٧٠، ٤٧٩، ٥٠٣، ٥٢٩.

وحديث زيد أخرجه الترمذي، في: باب الوضوء مما غيرت النار، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ١٠٨. والنسائي، في: باب الوضوء مما غيرت النار، من كتاب الطهارة. المجتبى ١/ ٨٩. والدارمى، في: باب الوضوء مما مست النار، من كتاب الطهارة. سنن الدارمي ١/ ١٨٥. والإمام أحمد، في: المسند ٥/ ١٨٤، ١٨٨، ١٨٩، ١٩٠، ١٩٢.

وحديث عائشة أخرجه ابن ماجه، في: باب الوضوء مما غيرت النار، من كتاب الطهارة. سنن ابن ماجه ١/ ١٦٤. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٨٩.

(٢٦) تقدم هذا قريبا.