355

============================================================

الفن الرابع: المقالات التى اختلف فيها أمل الملة350 التي يخلقها الله ويضطو إليها معصية، فلم يجد بدا من "انعم"، ولزمهم آن يكون الله يضطو إلى المعصية ويخلقها منفردا بها.

ورآيت ابن الراوندي في بعض كتبه ئومئ إلى إجازة هذا القول، آعني آن للارادة إرادة، ولا آدري كيف كان يقول في تفسير ذلك.

ال واختلفوا في الإرادة مع الفعل تكون أو قبله؟ فقالت المعتزلة: هي قبل

الفعل، لا يجوز غير ذلك؛ لأن الفعل إذا وجد فقد اسيغني بوجوده عن أن يراد؛ لأن الإرادة إنما هي لأن يوجد الفعل ويفعل.

وقالت المجبرة: الإرادة إرادتان، فإرادة التسويف قبل الفعل، وهي أن يريد الإنسان بالغداة أن يصلي الظهر إذا جاء وقتها، وإرادة أخرى للفعل تقع مع الفعل في حالة فيكون الفعل واقعا بالإرادة وهما معا.

وقال قوم: إن النفس قد تدعو إلى الإرادة وقد يدعؤ إليها الخاطو، وآبى ذلك آخرون: و اختلفوا في الإرادة تكون موجبة آم لا: فقال آبو الهذيل وابراهيم ومعمر وجعفر بن حرب والإسكافي وعيسى الضوفي: إن الإرادة قد توجب الفعل. واحتخوا بأن الإنسان إذا أحدث الإرادة لأن يتحرك إلى أقرب الأماكن ليس يعدو أحد أمرين: إما أن يكون يجوز عليه الانصراف عنها إلى الشكون أو إلى حركة أخرى فلا يخلو فعله لذلك الشكون الذي انصرف إليه من أحد أمرين: إما أن يكون وقع منه بارادة آو يكون وقع منه لا بإرادة، فإن كان وقع منع بارادة فلا تخلو إرادته من أحد أمرين: إما أن 5 تكون وقعث منه مع الشكون، وإما أن تكون وقعث منه قبل الشكون، لأنه في

Page 355