272

Al-Manṣūrī fī al-ṭibb

المنصوري في الطب

إذا كان الإنسان يتخيل كأن أمام عينه أجساما صغيرة أو شعاعات فإن ذلك ربما كان لعلة تخص العين نفسها. وينبغي أن يفرق بينهما ولا يتهاون به إذا حدث العارض، لأن الحادث منه عن المعدة لا خوف على ألعين منه. والحادث عن سبب يخص العين هو ابتداء الماء. وما دامت هذه العلة في ابتدائها فإنها تبرأ بالأدوية. فإذا استحكم الماء فلا علاج له إلا بالقدح وربما لم ينجح القدح أيضا فلذلك ينبغي أن يستقصي النظر في التفرقة بين هذين ويكون ذلك على ما أقول.

فإذا كانت العلة لا تكثر في العين جميعها فأظن أنه عن المعدة، وبالعكس. وإذا كانت الخيالات تكثر بعقب التخمة وسوء الهضم، وتقل عند الجوع والخف فانظر ذلك أيضا. وإذا كانت الخيالات لها منذ أن حدثت شهران أو ما زاد، ولم تر في الناظر كدورة فانظر أيضا أنها عن المعدة. فإذا اجتمعت لك هذه الظنون، فاسق العليل شربة من القوقايا وإن بطلت البتة فقد تحقق ظنك. وأما إذا كانت في عين واحدة وكانت دائما بحال واحدة في جميع الأوقات فاظنن أنها ابتداء ماء. وإن لم يكن في الناظر كدورة أو كانت كدورة في عين واحدة فقد زال الريب. وإن كانت هذه العلة تخص العين، فانهى العليل عن الحجامة والفصد وأكل السمك وجميع الأشياء المرطبة. وأسهله إسهالا متواترا بالقوقايا وأغذه بالأشياء الميبسة المجففة واسقه ماء العسل واكحله بأشياف المرارات.

Page 398