الفتاوي المصرية في (٣٠) مجلدة (١) ، وهذا كله يدل على أنها قد تصل إلى خمسمائة مجلدة أو أكثر. ومما قاله تَخْدِمَتُهُ: (( ... وله من الأجوبة والقواعد شيء كثير غير ما تقدم ذكره، يشق ضبطه وإحصاؤه، ويعسر حصره واستقصاؤه)).
ثم ذكر كَثْرَتُهُ نيته في ضبط أسماء كتبه، فقال: ((وسأجتهد إن شاء الله تعالى في ضبط ما يمكنني من ضبط مؤلفاته، في موضع آخر غير هذا وأبين ما صنفه منها بمصر، وما ألفه منها بدمشق، وما جمعه وهو في السجن، وأرتبه ترتيباً حسناً غير هذا الترتيب بعون الله تعالى وقوته ومشيئته))(٢).
ولا أدري هل فعل ذلك أم لا؟
ولتعذر حصر مؤلفات ابن تيمية أسباب أشار إليها ابن عبد الهادي فيما نقله عن بعض تلاميذ ابن تيمية بقوله: ((قال الشيخ أبو عبد الله (٣) لو أراد الشيخ تقي الدين كَتْبُهُ أو غيره حصرها - يعني مؤلفات الشيخ - لما قدروا :
١ - لأنه ما زال يكتب وقد منَّ الله عليه بسرعة الكتابة، ويكتب من حفظه من غير نقل، وأخبرني غير واحد أنه كتب مجلداً لطيفاً في يوم، وكتب غير مرّة أربعين ورقة في جلسة وأكثر، وأحصيت ما كتبه وبيضه في يوم فكان ثمان كراريس في مسألة من أشكل المسائل، وكان يكتب على السؤال الواحد مجلداً، وأما جواب يكتب فيه خمسين ورقة وستين وأربعين وعشرين فكثير.
(١) ذكر ابن عبد الهادي في (ص٣٨) أن اسمها (الدرر المضيئة من فتاوى ابن تيمية) وذكر الصفدي في الوافي بالوفيات (٢٩/٧) نفس عدد المجلدات، لكن ابن رجب ذكر في ذيل طبقات الحنابلة (٤٠٣/٢) أنها سبع مجلدات!
(٢) العقود الدرية (ص٦٤).
(٣) يقصد ابن رشيق، لأنه المشهور بالعناية بمصنفات ابن تيمية، ذكر ذلك عنه في العقود الدرية (ص٢٧).