وبعدها عن خط المغرب إحدى وخمسون درجة، وعن خط الاستواء، ثلاثون درجة.
وهي من عجائب البلدان. وفيها بنيان عجيب «١»، ذكر أنها بنيت في ثلاثمائة سنة، وأن أهلها مكثوا سبعين سنة لا يمشون فيها بالنهار إلّا بخرق سود على وجوههم، خوفا على أبصارهم من شدة بياضها «٢» .
وعلى منازلها سرطان من رخام، والمنار على أربعة أساطين، وطوله ثلاثمائة ذراع «٣» . وحيطان المدينة من رخام وسورها.
1 / 85
مقدمة التحقيق
مدينة بجانه كانت قاعدة إقليم بلنسية. وبجانة مدينة أنشأها جماعة من التجار وأهل البحر الأندلسيين الذين كانوا يعملون بين شواطىء الأندلس والمغرب فرأوا أن نشاطهم بحاجة إلى الدعم والحماية، وكونوا اتحادا من التجار ذكر منهم أبو عبيد: