254

Al-Aḥkām al-sharʿiyya al-kubrā

الأحكام الشرعية الكبرى

Editor

أبو عبد الله حسين بن عكاشة

Publisher

مكتبة الرشد

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

السعودية / الرياض

Genres

Law
بَاب مَا يسْتَحبّ للْعَالم إِذا سُئِلَ أَي النَّاس أعلم أَن يرد الْعلم إِلَى الله وَقَول الله تَعَالَى ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا﴾
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد، ثَنَا سُفْيَان، ثَنَا عَمْرو، أَخْبرنِي سعيد بن جُبَير قَالَ: " قلت لِابْنِ عَبَّاس: إِن نَوْفًا الْبكالِي يزْعم أَن مُوسَى لَيْسَ بمُوسَى بني إِسْرَائِيل إِنَّمَا مُوسَى آخر، فَقَالَ: كذب عَدو الله حَدثنِي أبي بن كَعْب، عَن النَّبِي ﷺ َ - قَالَ: قَامَ مُوسَى النَّبِي خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل، فَسئلَ: أَي النَّاس أعلم؟ فَقَالَ: أَنا. فعتب الله عَلَيْهِ إِذْ لم يرد الْعلم إِلَى الله، فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن عبدا من عبَادي بمجمع الْبَحْرين هُوَ أعلم مِنْك. قَالَ: يَا رب وَكَيف بِهِ؟ فَقيل لَهُ: احْمِلْ حوتًا فِي مكتل فَإِذا فقدته فَهُوَ ثمَّ فَانْطَلق، وَانْطَلق بفتاة يُوشَع بن نون، وحملا حوتا فِي مكتل حَتَّى كَانَا عِنْد الصَّخْرَة وضعا رءوسهما فَنَامَا /، فانسل الْحُوت من المكتل، فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر سربًا، وَكَانَ لمُوسَى وفتاه عجبا، فَانْطَلقَا بَقِيَّة ليلتهما ويومها، فَلَمَّا أصبح قَالَ مُوسَى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا. وَلم يجد مُوسَى مسا من النصب حَتَّى جَاوز الْمَكَان الَّذِي أَمر بِهِ، فَقَالَ لَهُ فتاه: أَرَأَيْت إِذْ أوينا إِلَى الصَّخْرَة فَإِنِّي نسيت الْحُوت. قَالَ مُوسَى: ذَلِك مَا كُنَّا نبغي. فارتدا على آثارهما قصصًا، فَلَمَّا انتهيا إِلَى الصَّخْرَة إِذا رجل مسجى بِثَوْب - أَو قَالَ: تسجى بِثَوْبِهِ - فَسلم مُوسَى، فَقَالَ الْخضر: وَأَنِّي بأرضك السَّلَام؟ فَقَالَ: أَنا مُوسَى. فَقَالَ: مُوسَى بني إِسْرَائِيل؟ قَالَ: نعم. قَالَ: هَل أتبعك على أَن تعلمني مِمَّا علمت رشدا؟ قَالَ: إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا، يَا مُوسَى إِنِّي على علم من علم الله علمنيه لَا تعلمه أَنْت، وَأَنت على علم علمكه الله لَا أعلمهُ. قَالَ: ستجدني إِن شَاءَ الله صَابِرًا، وَلَا أعصي لَك أمرا. فَانْطَلقَا يمشيان على سَاحل الْبَحْر لَيْسَ لَهما سفينة، فمرت بهما سفينة، فلكموهم أَن يحملوهما، فَعرف الْخضر فحملوهما بِغَيْر نول، فجَاء عُصْفُور فَوَقع على حرف السَّفِينَة فَنقرَ نقرة أَو نقرتين

1 / 319