Aḥkām al-ṣiyām
أحكام الصيام
Editor
محمد عبد القادر عطا
Publisher
دار الكتب العلمية
Publication Year
1406 AH
Publisher Location
بيروت
Genres
رسول الله صلى الله عليه وسلم كله حق ، يصدق بعضه بعضا .
وما علم بالمعقول من العلوم الصحيحة يصدق ما جاء به الرسول، ويشهد له.
فنقول:
إذا تبين أنا نعرف ما قد عرف من استدارة الأفلاك، علم أن المنكر له مخالف لجميع الأدلة لكن المتوقف في ذلك قبل البيان فعل الواجب، وكذلك من لم يزل يستفيد ذلك من جهة لا يثق بها.
فإن النبي ﷺ قال:
((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم (٥٥) )) وأن كون بعض الحركات العالية سبب لبعض الحوادث مما لا ينكر، بل إما أن يقبل أو لا يرد.
فالقول بالأحكام النجومية باطل عقلاً، مجرم شرعاً، وذلك أن حركة الفلك وإن كان لها أثر ليست مستقلة، بل تأثير الأرواح وغيرها من الملائكة أشد من تأثيره، وكذلك تأثير الأجسام الطبيعية في الأرض، وكذلك تأثير قلوب الآدميين بالدعاء وغيره من أعظم المؤثرات باتفاق المسلمين، وكالصابئة المشتغلين بأحكام النجوم وغيرهم من سائر الأمم فهو في الأمر العام جزء السبب وأن فرضنا أنه سبب مستقل، أو أنه مستلزم لتمام السبب، فالعلم به غير ممكن لسرعة حركته، وأن فرض العلم به، فمحل تأثيره لا ينضبط؛ إذ ليس تأثير خسوف الشمس في الإقليم الفلاني بأولى من الإقليم الآخر، وأن فرض أنه سبب مستقل قد حصل بشروطه، وعلم به، فلا ريب أن ما يصغر من الأعمال الصالحة من الصلاة والزكاة والصيام والحج وصلة الأرحام، ونحو ذلك، مما أمرت به الشريعة يعارض مقتضى ذلك السبب؛ ولهذا أمرنا النبي ﷺ بالصلاة والدعاء والاستغفار
(٥٥) أخرجه: البخاري في صحيحه، الباب ٢٩ من كتاب الشهادات، وسورة ٢ من كتاب التفسير، والباب ٥١ من كتاب التوحيد، والباب ٢٥ من كتاب الاعتصام. وأبو داود في سننه، الباب ٢ علم. وأحمد بن حنبل في المسند ٤/ ١٣٦.
68