الحديث الثاني والعشرون: عن ابن عباس ﵄ وقد روي عنه من وجوه:
أحدها: عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس ﵄ قال: دخل النبي ﷺ البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال ﷺ: «أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم»؛ رواه الإمام أحمد والبخاري والنسائي.
الوجه الثاني: عن عكرمة، عن ابن عباس ﵄: أن رسول الله ﷺ لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله ﷺ: «قاتلهم الله، أما والله لقد علموا أنهما ما اقتسما بها قط»؛ رواه الإمام أحمد والبخاري وأبو داود.
وفي رواية لأحمد والبخاري أن النبي ﷺ لما رأى الصور في البيت - يعني: الكعبة - لم يدخل، وأمر بها فمحيت، ورأى إبراهيم وإسماعيل ﵉ بأيديهما الأزلام فقال: «قاتلهم الله، والله ما استقسما بالأزلام قط».
الوجه الثالث عن أبي صالح، عن ابن عباس ﵄ قال: لما فتح رسول الله ﷺ مكة دعا عثمان بن طلحة، فلما أتاه قال: «أرني المفتاح»، فأتاه به - فذكر الحديث إلى أن قال: - وفتح باب الكعبة فوجد في الكعبة تمثال إبراهيم ﵊ معه قداح