Adab al-qāḍī
أدب القاضي
Editor
جهاد بن السيد المرشدي
Publisher
دار البشير
Edition Number
الثانية
Publication Year
1444 AH
Publisher Location
الشارقة
Genres
فَأَمَّا حَدُّ الزِّنَا فَإِنْ عَادَ فَأَقَرَّ عِنْدَهُ بِذَلِكَ تَمَامَ أَرْبَعْ مَرَّاتٍ، ووَصَفَ الزِّنَا، وَيَسْأَلُ الْقَاضِي عَنْ عَقْلِهِ وَأَمْرِهِ، فَوَجَدَهُ عَلَى صِحَّةٍ، أَلْزَمَهُ الْقَاضِي فِي ذَلِكَ مَا يَلْزَمُهُ، وَأَنْفَذَهُ عَلَيْهِ، وَأَقَامَ عَلَيْهِ الْحَدَّ إنْ كَانَ قَدْ تَقَادَمَ؛ لِأَنَّ حَدَّ الزِّنَا يُقْبَلُ فِيْهِ إِقْرَارُ الرَّجُلِ وَإِنْ كَانَ قَدْ تَقَّادَمَ.
وَأَمَّا شُرْبُ الْخَمْرِ وَالسُّكْرِ مِنَ النَّيذِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَثْبُتُ عَلَى الْمُقِرِّ بِذَلِكَ مِنْ قِبَل أَنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَيْسَتِ الْخَمْرُ فِي بَطْنِهِ، أَوْ لَا يُوجَدُ رِيحُهَا مِنْهُ، أَوْ جَاءَ بَعْدَ مُضِيٍّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مُنْذُ شَرَبَهَا فَأَقَرَّ بِذَلِكَ، لَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ يَوْمَ شَرَبَهَا أَوْ صَبِيحَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، لَمْ يُقِمْ عَلَيْهِ الْحَدُّ.
وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُحَبَّسِينَ: حَبَسَنِي فُلانٌ الْقَاضِي لِهَذَا الرَّجُل؛ لِأَنِّي قَذَفْتُهُ، قُلْتُ لَهُ: يَا زَانٍ. فَحَبَسَنِي لِيُقِيمَ عليَّ الْحَدَّ. وَحَضَرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ: حَبَسَهُ لِيَ الْقَاضِي بِقَذْفِهِ إِيَّايَ بِالزِّنَا، فَخُذْ لِي بِحَقِّي. فَإِنَّ الْقَاضِي يَضْرِبُهُ لَهُ الْحَدَّ، وَيَأْخُذُ مِنْهُ كَفِيْلًا، وَيُطْلِقُهُ لِئَلَّا يَكُونَ مَحْبُوسًا(١) لِإِنْسَانٍ آخَرَ بِحَقِّ (٢) غَيْرِ الْقَذْفِ، فَأَمَّا كُلّ قَذْفٍ كَانَ قَبْلَ هَذَا الْحَدِّ، فَقَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِّ.
فَإِنْ قَالَ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ: حَبَسَنِي لِهَذَا الرَّجُلِ؛ لِأَنِّي قَطَعْتُ يَدَهُ هَذِهِ عَمْدًا، وَحَضَرَهُ الْمُقَرُّ لَهُ فَطَلَبَ الْقَصَاصَ، اقْتَصَّ الْقَاضِي وَأَخَذَ مِنْهُ كَفِيْلًا وَأَطْلَقَهُ، وكَذَلِكَ كُلُّ حَقِّ يُقِرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُحَبَّسِينَ لإِنْسَانٍ، فَهُوَ عَلَى مَا وَصَفْتُ لَك.
فَأَمَّا الْأَمْوَالُ الْوَدَائِعُ، فَإِنْ [قَالَ](٣) الْقَاضِي الْمَعْزُولُ: عَلَى يَدَيْ فُلانِ بْنِ فُلَانٍ صِحَّتْ كَذَا وكَذَا مِنَ الْمَالِ، وَهُوَ لِفُلانِ بْنِ فُلَانٍ، فَإِنَّ الْقَاضِي الْمُوَلَّى
(١) [ق / ٦أ] من (خ).
(٢) في (خ): لحق.
(٣) مثبت من (خ).
74