115

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Investigator

علي الرضا الحسيني

Publisher

دار النوادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

1431 AH

Publisher Location

سوريا

Genres

الحياة في الدنيا، والعيشة الراضية في الأخرى.
﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾:
الرهب: الخوف. ومعنى خوف الله وارد على معنى الخوف من مقته وسخطه وعقوبته. وتقديم الضمير (إياي) على الفعل (ارْهَبُونِ) إذ قال: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ يفيد العناية والاهتمام بأن يرهب جانبه. والمعنى: لتكن قلوبكم عامرة بخشيتي؛ فإن امتلاء القلوب بخشية الله أعونُ لها على طاعته فيما يأمر به، وينهى عنه، ونقاءها من رهبة غيره دليل سمو الهمة، ورسوخ الإيمان، واستنارة البصيرة.
وبعد أن دعا بني إسرائيل إلى ذكر النعم التي أنعم بها عليهم. وأمرهم بأن يوفوا بعهده ضامنًا لهم الوفاء بعهدهم، ونبههم لأن يخافوا مقامه تنبهًا مشعرًا بعزة سلطانه، وسعة قدرته، عطف على ذلك أمرهم بما هو المقصد الأهم من الخطاب، وهو الإيمان بالقرآن، فقال تعالى:
﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ﴾:
المعنى: آمنوا بالكتاب المنزّل على محمد، وهو القرآن؛ فإنه مصدق لما بين أيديكم من التوراة؛ باشتمال دعوته على ما يحقق دعوتها؛ من التوحيد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ويدخل في تصديق القرآن للتوراة: إعلامه بما جاء فيها من الإشارة إلى بعثة محمد ﷺ، ومطابقة ما وصفته به مطابقة جلية.
وإشعار بني إسرائيل بأن القرآن مصدق لما معهم من الكتاب، يحرك هممهم - إن كانوا يعقلون - للإقبال عليه متدبرين آياته، حتى يشهدوا حكمته، وتستيقن نفوسهم أنه دعوة الحق والإصلاح اللذين تقوم عليهما الطمأنينة

1 / 81