291

Aclam Fikr Islami

أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث

Genres

ولما قامت الحرب الطرابلسية بين الطليان والعثمانيين كان من أعظم الدعاة لإعانة الدولة، ونشر بجريدة الزاهرة قصيدته التي مطلعها:

ردوا على مجدنا الذكر الذي ذهبا

يكفي مضاجعنا نوم دهى حقبا

ثم رحل إلى الجزائر فزار أمهات مدنها، وألقى بها الدروس المفيدة، ثم عاد إلى تونس، وعاود دروسه في جامع الزيتونة، ونشر المقالات العلمية والأدبية في الصحف.

وفي سنة 1330ه سافر إلى دمشق مارا بمصر، ثم سافر إلى القسطنطينية فدخلها يوم إعلان حرب البلقان فاختلط بأهلها وزار مكاتبها، ثم لما عاد إلى تونس في ذي الحجة من هذه السنة نشر رحلته المفيدة عنها وعن الحالة الاجتماعية بها ببعض الصحف.

ثم جعل عضوا في اللجنة التي ألفتها حكومة تونس للبحث عن حقائق في تاريخ تونس، ثم ترك ذلك لما عزم على المهاجرة إلى الشرق، فرحل إليه ونزل مصر وعرف بعض فضلائها، ثم سافر إلى الشام ثم للمدينة ثم للقسطنطينية، ثم عاد إلى دمشق معينا مدرسا للغة العربية والفلسفة بالمدرسة السلطانية بها، وبقي كذلك إلى أن اتهمه مدة الحرب العظمى جمال باشا حاكم سورية بكتم حال المتآمرين على الدولة، واعتقله ستة أشهر وأربعة عشر يوما، ثم حوكم فبرئ من التهمة فأطلق سبيله في شهر ربيع الثاني سنة 1335ه.

ومن شعره في حبسه، وكانوا حالوا بينه وبين أدوات الكتابة:

غلل الحبس يدي عن قلم

كان لا يصحو عن الطرس فناما

هل يذود الغمض عن مقلته

Unknown page