فانحنى الشيخ أمامه وقال: إن البستاني قد مات لسوء الحظ، ولكنه اعترف بالحقيقة لكاهن القرية. - وهذا الكاهن ألا يزال هنا؟ - نعم، ولكنه بلغ من العمر عتيا. - أيثق سواك بأن حنا البستاني قال الحقيقة؟ - إن ذلك هو رأي جميع أهل القرية، وكنا نحسب أن «السيئ البخت» قد مات، أما وقد عاد إلينا فإن عمه البارون دي نيفيل سيبيت على أحر من الجمر حين يعلم بعودته.
وعند ذلك دخل بول سالبري إلى القاعة فأومأ كاستيليون إلى الشيخ أن يسكت، ونظر فيلكس إلى هذا الداخل فعرفه لأول وهلة، وهاجت في صدره براكين الغضب، فهجم عليه وقبض على عنقه وهو يقول: ويح لك أيها الشقي، لقد ظفرت بك!
فنهض الجميع وهم منذهلون مما رأوه، فقال لهم فيلكس: هذا هو الذي استخدمه البارون، فوضعاني في صندوق.
وكان شارنسون عالما بهذه الحكاية، فهجم عليه أيضا كي يعاون صديقه على الانتقام منه، وقال فيلكس: أيها الشقي كيف تدافع عن نفسك الآن؟ - لا أدافع عن نفسي كما ترى، ولكني أريد أن أكفر عما أسأت به إليك.
قال: كيف ذلك؟
أجاب: باتهام البارون دي نيفيل، فإني حاقد عليه أشد الحقد. فتوسط كاستيليون في الأمر، وقال: أرى أن الأقدار تريد مساعدتنا، فدعه يا فيلكس فسيكون لنا خير حليف.
فاتقدت عينا بول ببارق من الحقد وقال: هو ذاك، ولا يدفعني إلى ذلك غير الانتقام.
الفصل السابع عشر
ولنعد الآن إلى البارون دي نيفيل، فإنه بعد انصراف بول من عنده دخل غرفته، واسترسل فيها إلى التفكير.
ولقد كان هذا البارون منذ بضعة أعوام يقيم في باريس، وهو ساكن مطمئن، فينفق عن سعة من ثروته، التي كان يبلغ ريعها مائة ألف فرنك وأكثر في العام.
Unknown page