وفي ساعة دخول بول في المزرعة اتفق أيضا دخول مركبة من مركبات الأجرة، وكان فيها ثلاثة رجال، وقد سارت توا إلى منزل شيخ القرية، وهناك وثب رجل منها، وأسرع إلى الشيخ، فجعل يعانقه ويقول: ألم تعرفني؟
وقد ذهل الشيخ وقال له: من أنت يا بني؟
قال: عجبا! ألم تعرفني؟
فحدق فيه الشيخ تحديقا طويلا، ثم قال له: يخيل لي أني رأيتك من قبل، ولكني لا أذكر أين ومتى.
وكانت ابنة الشيخ قد جاءت في تلك الساعة، فلما رأت الفتى صاحت قائلة: رباه أهذا ممكن ...؟! كيف لم تعرفه يا أبي؟ أنسيت ذلك الغلام الذي كفلته وكنا نلقبه «بالسيئ البخت»؟
قال: عجبا! أهذا هو؟
فأجابه فيلكس قائلا: نعم، أنا هو بعينه، ثم عاد إلى عناقه، ولبثوا نحو ربع ساعة وهم يتساءلون أسئلة مختلفة، وقد اجتمع حولهم بعض أهل القرية، وكلهم معجبون بالسيئ البخت، فقد أصبح يلبس ملابس الأسياد، وكان فرح الشيخ عظيما، حتى إنه أمر أن يكون هذا اليوم يوم عيد، وألا يشتغلوا فيه.
أما كاستيليون وشارنسون فقد كانا منذهلين مما رأياه، ولكن لم يكن ينتبه إليهما أحد، فقد كانت الأنظار موجهة إلى السيئ البخت.
وقد أمر الشيخ أن يعدوا الطعام، فتعشوا وهم يتحدثون إلى أن قال الشيخ لفيلكس: أتعلم يا بني أنه إذا كان جان البستاني قد قال الحقيقة، كنت أنت ابن الكونت دي نيفيل، ووجب أن ترث أموال أبيك بلا منازع؟
فقال له كاستيليون: أتسمح لي يا سيدي الشيخ أن أشترك في هذا الحديث، فإني من أهل الشرع؟
Unknown page