Abu Shuhada Husayn Ibn Cali
أبو الشهداء الحسين بن علي
Genres
وأنكر عمر بن حريث هذه الفظاعة من الرجل، فجاءه بقلة عليها منديل ومعها قدح فصب منها في القدح وأدناه منه، فإذا هو ينفث الدم في القدح كلما رفعه للشرب منه حتى امتلأ وسقطت فيه ثنيتاه، فحمد الله وقال: «لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته.»
وأدخلوه على عبيد الله، فنظر إلى جلسائه وفيهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، فناشده القرابة ليسمعن منه وصية ينفذها بعد موته، فأبى أن يصغي إليه! ثم أذن له عبيد الله فقام معه، فقال مسلم: «إن علي بالكوفة دينا استدنته، سبعمائة درهم، فبع سيفي ودرعي فاقضها عني، وابعث إلى الحسين من يرده، فإني قد كتبت إليه أعلمه أن الناس معه ولا أراه إلا مقبلا.»
فعاد عمر إلى عبيد الله فأفشى له السر الذي ناجاه به وأوصاه أن يكتمه، ثم دعا عبيد الله بالحرسي الذي قاومه مسلم وضربه على رأسه - واسمه بكير بن حمران - فأسلم مسلما إليه وقال له: لتكن أنت الذي تضرب عنقه.
وصعدوا به إلى أعلى القصر فأشرفوا به على الجموع المحيطة به وضربوا عنقه، فسقط رأسه إلى الرحبة وألقيت جثته إلى الناس. ثم أرسل برأسه إلى يزيد مع رءوس سراة في المدينة كان مسلم يأوي إليهم أول مقدمه إليها، ومنهم هانئ بن عروة الذي تقدمت الإشارة إليه.
طلائع الفشل
كان مقتل مسلم بن عقيل في التاسع من ذي الحجة ليلة العيد، وكان خروج الحسين من مكة قبل ذلك بيوم واحد، فلم يسمع بمقتله إلا وهو في آخر الطريق.
ولما شارف العراق أحب أن يستوثق مرة أخرى قبل دخوله، فكتب إلى أهل الكوفة كتابا مع قيس بن سهر الصيداوي يخبرهم بمقدمه ويحضهم على الجد والتساند، فوافى قيس القادسية وقد رصد فيها شرط عبيد الله فاعتقلوه وأشخصوه إليه. فأمره عبيد الله أن يصعد القصر فيسب «الكذاب بن الكذاب الحسين بن علي» وينهى الناس أن يطيعوه .
فصعد قيس وقال: «أيها الناس، إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله، وأنا رسوله إليكم! وقد فارقته بالحاجز فأجيبوه، والعنوا عبيد الله بن زياد وأباه.»
فما كان منهم إلا أن قذفوا به من حالق، فمات.
وحدث مثل هذا مع عبد الله بن يقطر، فأبى أن يلعن الحسين، ولعن عبيد الله بن زياد، فألقوا به من شرفات القصر إلى الأرض فاندكت عظامه ولم يمت، فذبحوه.
Unknown page