280

Abkār al-afkār fī uṣūl al-dīn

أبكار الأفكار في أصول الدين

Genres

فيكون ) (1) أى مدلول قولنا (2): ( كن ). ولا يلزم من حدوث الدال حدوث المدلول ، وإلا فلو كان ( كن ) تفسيرا للأمر ، للزم التسلسل على (3) ما سبق (3).

** قولهم :

** قلنا :

على القدم بالنسبة إلى المنازع منهم في الحدوث ، ولا دور ، ومن أنكر كونه من كلام الله تعالى استدل عليه بأخبار من دلت المعجزة على صدقه عنه أنه كلام الله تعالى على ما يأتى في النبوات (4)، وما ذكروه من المعارضة بالنصوص.

أما قوله تعالى ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ) (5)؛ فهو دليل اللعب عند ورود الذكر الحادث من الرب تعالى ، وليس في ذلك ما يدل على حدوث كل ذكر يأتى منه ؛ فلا يلزم منه حدوث القرآن. ولهذا أخبر / باللعب عند استماعه ، والقرآن لم يحدث عندهم لعبا وضحكا ؛ بل إفحاما ، واضطرابا.

وعند هذا قال كثير من أهل التفسير المراد به : إنما هو التذاكير ، والمواعظ الواردة على لسان الرسول الخارجة عن القرآن.

ومنهم من قال : المراد به الرسول (6) المبلغ ؛ فإنه يسمى ذكرا : ومنه قوله تعالى ( ذكرا* رسولا ) (7).

ويحتمل أن يكون المراد منه الذكر الحادث ، المركب من الحروف ، والأصوات الدالة على الكلام القديم دون المدلولات.

وعلى هذا يجب حمل قوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) (8)،

Page 362