فهذا باعث على رواية الزهري هذه.
وأيضا: قد روي عن عمر أنه قال: ألهاني الصفق بالأسواق، كما أخرجه البخاري في باب الخروج إلى التجارة(1).
ويهم الزهري أنه لا يروى في علي عليه السلام مثل ذلك لعنايته بتفضيل عمر، فلم تكن الحيلة في حل هذه المشكلة إلا برواية تعم المهاجرين والأنصار؛ لئلا يكون لعلي فضل من هذه الجهة.
والزهري متهم بروايات في عمر، كروايته: (أن النبي غلبه الوجع) بدلا من قوله: (اهجر أو يهجر أو هجر) التي رواها غير الزهري.
والكل في البخاري ومسلم: ففي البخاري(2) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى خضبت دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس فقال: ائتوني أكتب لكم كتأبا لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: هجر رسول الله.
ومثله في البخاري(3) بلفظ: فقالوا: ما له؟ أهجر؟ استفهموه.
وهذه الرواية عن سعيد بن جبير أيضا، وهي في مسلم(4).
وأخرج مسلم في صحيحه(5) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟ ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال: قال رسول الله: ((ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتأبا لن تضلوا بعده أبدا))، فقالوا: إن رسول الله يهجر. انتهى(6).
فهذه رواية سعيد بن جبير.
أما رواية الزهري فهي عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس قال: لما اشتد برسول الله وجعه قال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتأبا لا تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا وكثر اللغط...إلى آخرها.
وقد رواها البخاري(7).
Bogga 58