346

ولما وهت عليه قوة أمره، وانكسرت سورة خمره، واتفق للسلطان أن يرحل نحو ناردين «1» في الغزوة التي تقدم ذكرها، استخلف الشيخ الوزير أبا القاسم «2» على مهمات بابه، وإمداد صاحب الديوان فيما يليه ويجبيه بصواب رأيه، وبعثه «3» على مواصلة الحمول «4» عن «5» فرط جده وغنائه. فهو متسم بالوزارة غير متسم بها، إلى أن اتفق للسلطان [196 أ] استدعاء صاحب الديوان في عمال خراسان لرفع «6» الحسبانات، وتقرير المعاملات. فنهض إليه كل رئيس ومرؤوس، وشريف ومشروف، ومستعمل ومعزول، وسمين ومهزول، قد اتخذوا الطعم والغمض حراما «7»، ووضعوا الأرواح على الراح توكلا واستسلاما «8».

ووافق وصولهم ركضة عزمها السلطان إلى الهند، فسبب عليهم لأذناب «9» أهل عسكره بما «10» رآه ووكلهم باستخراجه في مدة يومين لإهمام الركض، وضيق رقعة الوقت، فعصبوا عصب السلم، وسلخوا سلخ الغنم، وأقيموا على جمرة الضرم، ونكسوا على الهام والقمم، حتى اعتصر «11» ذلك منهم عن تضاعيف اللحم والدم. وعندها صب السلطان على الشيخ الجليل خلعة الوزارة، وفوض إليه مهمات الإمارة، وأمره «12» بمحاسبات العمال، ومطالبتهم بما صار في ذممهم من الأموال، محكما في الحل والعقد، مخيرا بين الأخذ والرد.

Bogga 360