345

تسمو الرجال بآباء وآونة ... تسمو الرجال بأبناء وتزدان

كم من أب قد علا بابن له «1» شرف ... كما علا برسول الله عدنان «2»

ذكر وزارة الشيخ الجليل أبي القاسم أحمد بن الحسن

قد كان الشيخ الجليل أبو القاسم يلي ديوان الرسائل للسلطان أيام سالاريته بخراسان. وهو الكريم نسبا، العظيم حسبا، العريق مجدا وحرية، الوثيق رأيا وروية. تنادي عليه أقطار الأرض بفصاحة القلم، وسجاحة الشيم، ونفاسة الهمم، واحتقار الدنيا والدرهم. ودرجه وفاؤه للسلطان على [195 ب] تصاريف الأحوال به إلى أن ولاه عرض عساكره «3» في أقطار مملكته «4»، وزاده أعمال بست والرخج وما والاهما بأموالها وارتفاعاتها علاوة على ما ولاه، فقام بجميع ما تولاه، قيام من وفقه الله. وحدا عليه جوده بني الآمال من أطراف البلاد، فوسعهم جداه «5»، وغمرهم نداه، وكتبت لهم أمانا من الفقر يداه. فأما مروءته فما يؤمن بالمعجزة الصادقة الصادعة منها إلا من شاهدها عيانا واستفتى عدول إحساسه عليها سيرا وامتحانا.

وكان الوزير أبو العباس لا يصدر إلا عن رأيه، ولا يحتشم غيره في تصاريف عزماته وأنحائه، لفخامة شأنه، ومكانته المعمورة من سلطانه. ووساطته بينهما «6» في معظم ما يزجيه ويرجيه، ويحييه ويفنيه، ويبقيه ويرديه «7»، ويذره ويأتيه، ويقدره «8» ويفريه.

Bogga 359