163

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

173 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ومن لم يكن في الفلك بالحكم راكبا فذاك غريق اليم لم يصل البرا وهذه الأبيات قد يكون فيها تقدم وتأخير، وليس القصد إلا فهم معاني التربية.

ولما حصل للوزير ما حصل من الفتح، وتمكن في المعرفة جاء السلطان إلى الشيخ وسأله رجوع الوزير على الوزارة فأمره الشيخ بالرجوع إلى الوزارة؛ لأن الحكيم بالمعرفة والكشف مع موافقة الشرع، متعين ويجب عليه إذا لم يكن في ذلك الوقت في تلك البلاد من يقوم هذه الوظيفة غيره، ودليل قول السيد يوسف التليهلة: (قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف: 55] فافهم ذلك.

وحكى الشيخ عبد العزيز، رحمه الله تعالى-، عن الشيخ أبي الغيث أن شيخه الشيخ علي بن أفلح، أمره بخدمة نسائه وكان نساء الشيخ أربعا، أو دون ذلك وعادة المشايخ،- رضي الله تعالى عنهم - لا يجعلون في آمر نسائهم وقضاء حوائجهم إلا من هو أهل لذلك، ويكون قد انتهى في سلوكه، لأن رضا الجميع غير ممكن، وإن أمكن فهو عسير، لا سيما الضرائر، مع نقصان عقول النساء من حيث الجملة، فلا يحمل ذلك إلا من كان له قلب وسعة باطن، وهي من علامات التربية، كما أن الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه عليهم رعوا الغنم، إشارة إلى سياسة الخلق، فكان الشيخ أبو الغيث كلما فرغ من خدمة النسوة بعد مقاساته لما يقاسيه، يجد فقيرا يعطيه رغيفا وعليه قطعة حلاوة كان ليلة بعد العصر: فاتفق أن الشيخ أبا الغيث حضر إلى عند الشيخ على شيخه بعد فراغه من خدمة النساء وأخذه الرغيف والحلاوة من الفقير، قال له الشيخ علىء ما هذا يا أبا الغيث، فقال له: يا سيدي، كل ليلة أفرغ من الخدمة أحد فقيرا يعطيني رغيفا وعليه حلاوة، فقال له الشيخ: لا ترجع تأحذ منه شيئا، أتعرف من هو يا أبا الغيث؟ فقال: لا، قال: هو الخضر القليهلا، إن كان شيخك رح إليه، وإن كنت أنا شيخك، فلا تأحذ منه شيئا، فلما كان في الليلة الآتية بعد فراغي من خدمة النساء، وحدت الفقير فأعطاني الرغيف والحلاوة، فلم آخذ منه شيئا فقال لي: تفلح بامتثال أمر شيخك يا أبا الغيث،

Bogga 163