164

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

17 الوحيد في سلوك أهل التوحيد تفلح بامتثال أمر شيخك يا أبا الغيث، مرتين، ثم بعد ذلك احتمعت بالخضر مراراء فانظر يا أخي، رحمك الله تعالى، إلى هذه التربية وهذه المعرفة بأمراض القلوب ودوائها، وهذه النصيحة الخفية في مثل هذه المواطن المستورة عن العقول والخفية عن إدراك السالكين، وذلك أن الشيخ علي رحمه الله تعالى- خشي على الشيخ أبي الغيث من تفرقة قلبه، فيعسر فتحه؛ لأنه يبقى غير بحموع في جهة واحدة فيأخذ عنها، فأمره الشيخ بجمعية قلبه على جهة واحدة فيأخذ ها، وقال له: هو الخضر، فإن كان شيخك رح إليه، وإن كنت انا شيخك فلا تأخذ منه شيئا، وكذلك أظهر له السيد الخضر نصح شيخه له وقال له: تفلح بامتثال أمر شيخك يا أبا الغيث وكرر ذلك عليه؛ لأن القلب ليس له إلا وجهة واحدة متى توجه إليها حجب عن غيرها، فمت التفت إلى هذه الجهة وهذه الجهة فاتت هذه وهذه. ولما حصل للشيخ أبي الغيث الفتح وحد السيد الخضر بعد ذلك، فهذه وأمثالها من الحكايات في التربية، فلينظر السالك كيف يسلك؟ والمسلك كيف يسلك؟ وليعرف كل واحد حده (قذ علم كل أناس مشربهم} [البقرة: [6 مايع عنه وما حكاه من الإشارات اللطيفة واللطائف العجيبة في هذا المعنى، أن إنسائا جمع أهله وماله وقصد الحجاز على طريق الجادة، فنزل يمشي فتقدم على القافلة من غير دليل ورقد على جانب من الطريق فنام ينتظر عبور القافلة عليه، فأيقظته الشمس بحرارها وقد جازت القافلة وهو نائم لا يدرييء فقام من نومه وصار يجري يينا وشمالا لا يدري كيف الطريق، وضل عن الطريق فمشى ثلائة أيام لم يطعم ولم يشرب، فاشتد عليه العطش وعجز عن المشي فبرك وجعل يمشي حبوا، وقد رأى ظلا تحت جبل فقال: لعلي أصل إلى ذلك الظل فأموت هناك، والنفس حريصة على الحياة: فبينما هو على ذلك وقد يئس من نفسه وإذا هو يرى دخانا في البرية، فجعل يحبو طمعا في الحياة، فدنا منه، فرأى بيتا في وسط البرية، فدنا منه، وإذا بشيخ قد خرج

Bogga 164