Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Baare
مصطفى عبد القادر عطا
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1408هـ-1988م
Goobta Daabacaadda
بيروت / لبنان
عن البراء بن عازب قال : اشترى أبو بكر من عازب سرجا ، فقال : مر البراء فليحمله إلى منزلي . | قال : لا ، حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه ؟ | قال أبو بكر : خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة ، فضربت ببصري هل أرى ظلا آوي إليه ، فإذا أنا بصخرة ، فأهويت إليها ، فإذا هو بقية ظلها ، فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة وقلت : اضطجع يا رسول الله . فاضطجع . | ثم خرجت أنظر هل أرى أحدا من الطلب ، فإذا أنا براعي غنم ، فقلت : لمن أنت يا غلام ؟ | فقال : لرجل من قريش . فسماه فعرفته ، فقلت : هل في غنمك من لبن ؟ | قال : نعم . | قلت : هل أنت حالب لي ؟ | قال : نعم . فأمرته فاعتقل شاة منها ، ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ، ثم أمرته فنفض كفه من الغبار ، ومعي إداوة على فمها خرقة ، فحلب لي كثبة من اللبن فصببت على القدح حتى برد أسفله . | ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : اشرب يا رسول الله . فشرب حتى رضيت . | ثم قلت : قد آن الرحيل . | فارتحلنا والقوم يطلبوننا ، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له ، فقلت : يا رسول الله ، هذا الطلب قد لحقنا . | فقال : ( لا تحزن إن الله معنا ) . | حتى إذا دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت : يا رسول الله ، هذا الطلب قد لحقنا . وبكيت . | قال : ( لم تبكي ؟ ) . | قلت : أما والله ما على نفسي أبكي ، ولكن أبكي عليك . | فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( اللهم اكفناه بما شئت ) . | فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ، فوثب عنها ، وقال : يا محمد ، قد علمت أن هذا عملك ، فادع الله عز وجل أن ينجيني مما أنا فيه ، فوالله لأعمهن على من ورائي من الطلب ، وهذه كنانتي فخذ منها سهما ، فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا ، فخذ منها حاجتك . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا حاجة لي فيها ) . ودعا له ، فانطلق ورجع إلى أصحابه .
Bogga 242