1 ( ابواب بداية نبينا صلى الله عليه وسلم ) 1
2 ( الباب الأول | في ذكر التنويه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
من زمن آدم عليه السلام ) 2
عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ) .
عن ميسرة الفجر قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ . | قال : ( وآدم بين الروح والجسد ) .
Bogga 25
عن ميسرة قال : قلت يا رسول الله ، متى كنت نبيا ؟ . | قال : ( لما خلق الله تعالى الأرض ، واستوى إلى السماء ، فسواهن سبع سموات ، وخلق العرش ، كتب على ساق العرش : محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء ، فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام ، وآدم بين الروح والجسد ، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي ، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك . فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ) .
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما أصاب آدم الخطيئة ، رفع رأسه فقال : رب بحق محمد إلا غفرت لي . فأوحى الله تعالى إليه : وما محمد ، ومن محمد ؟ فقال : رب ، إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا عليه مكتوب لا إل صلى الله عليه وسلم
1648 ; ه إلا الله محمد رسول الله . فعلمت أنه أكرم خلقك عليك ، إذ قرنت اسمه مع اسمك . قال : نعم قد غفرت لك ، وهو آخر الأنبياء من ذريتك ، ولولاه ما خلقتك ) .
وقال سعيد بن جبير : اختصم ولد آدم : أي الخلق أكرم على الله تعالى ؟ . | فقال بعضهم : آدم ، خلقه الله بيده ، وأسجد له ملائكته . | وقال آخرون : بل الملائكة الذين لم يعصوا الله . | فذكروا ذلك لآدم ، فقال آدم : لما نفخ في الروح لم تبلغ قدمي ، فاستويت جالسا ، فبرق لي العرش ، فنظرت فيه : محمد رسول الله . فذاك أكرم الخلق على الله عز وجل .
Bogga 26
عن وهب قال : أوحى الله تعالى إلى آدم : أنا الله ذو بكة ، أهلها خيرتي ، وزوارها وفدي وفي كنفي ، ( وفيها بيتي ) أعمره بأهل السماء وأهل الأرض ، يأتونه أفواجا شعثا غبرا ، يعجون بالتكبير عجيجا ، ويزجون بالتلبية زجيجا ، ويثجون بالبكاء ثجيجا ، فمن اعتمده لا يريد غيره فقد زارني ، وضافني ، ووفد إلي ، ونزل بي ، وحق لي أن أتحفه بكرامتي ، أجعل ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناءه لنبي من ولدك يقال له : إبراهيم ، أرفع له قواعده وأقضي على يديه عمارته ، وأنبط له سقايته ، وأريه حله وحرمه ، وأعلمه مشاعره ، ثم تعمره الأمم والقرون حتى ينتهي إلى نبي من ولدك يقال له : محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو خاتم النبيين ، أجعله من سكانه وولاته وحجابه وسقاته ، فمن سأل عني يومئذ فأنا مع الشعث الغبر الموفين بنذرهم المقبلين إلى ربهم .
عن ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : لولا محمد ما خلقت آدم ، ولقد خلقت العرش فاضطرب ، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن . |
2 ( الباب الثاني | في ذكر الطينة التي خلق منها محمد صلى الله عليه
وسلم ) 2
عن كعب الأحبار قال : لما أراد الله تعالى أن يخلق محمدا صلى الله عليه وسلم أمر جبريل عليه السلام أن يأتيه فأتاه بالقبضة البيضاء التي هي موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعجنت بماء التسنيم ، ثم غمست في أنهار الجنة ، وطيف بها في السموات والأرض ، فعرفت الملائكة محمدا وفضله قبل أن تعرف آدم ، ثم كان نور محمد صلى الله عليه وسلم يرى في غرة جبهة آدم . وقيل له : يا آدم هذا سيد ولدك من الأنبياء والمرسلين . | فلما حملت حواء بشيت انتقل عن آدم إلى حواء ، وكانت تلد في كل بطن ولدين إلا شيتا ، فإنها ولدته وحده ، كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم . | ثم لم يزل ينتقل من طاهر إلى طاهر إلى أن ولد صلى الله عليه وسلم .
Bogga 27
عن ابن عباس قال : قلت : يا رسول الله ، أين كنت وآدم في الجنة ؟ . | قال : ( كنت في صلبه ، وأهبط إلى الأرض وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب أبي نوح ، وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ، لم يلتق لي أبوان قط على سفاح ، لم يزل ينقلني من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام النقية مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما ، أخذ الله لي بالنبوة ميثاقي ، وفي التوراة بشر بي ، وفي الإنجيل شهر اسمي ، تشرق الأرض لوجهي والسماء لرؤيتي ) . | وقال العباس : يا رسول الله ، إني أريد أن أمتدحك . | فقال له : ( قل لا يفضض الله فاك ) . | فأنشأ يقول : | من قبلها طبت في الظلال وفي | مستودع حيث يخصف الورق | ثم هبطت البلاد لا بشر أنت | ولا مضغة ولا علق | بل نطفة تركب السفين وقد | ألجم نسرا وأهله الغرق | وردت نار الخليل مكتتما | تجول فيها ولست تحترق | تنقل من صلب إلى رحم | إذا مضى عالم بدا طبق | حتى احتوى بيتك المهيمن من | خندف علياء تحتها النطق | وأنت لما وردت أشرقت الأر | ض وضاءت بنورك الأفق | فنحن في ذاك الضياء وفي النو | ر وسبل الرشاد تخترق
Bogga 28
2 ( الباب الثالث | في دعاء إبراهيم الخليل بإيجاد محمد صلى الله عليه
وسلم ) 2
لما بنى الخليل عليه السلام الكعبة دعا لأهل مكة فقال : { س 2 ش 129
ربنا و صلى الله عليه وسلم
1649 ; بعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آي صلى الله عليه وسلم
1648 ; تك ويعلمهم صلى الله عليه وسلم
1649 ; لكت صلى الله عليه وسلم
1648 ; ب و صلى الله عليه وسلم
1649 ; لحكمة ويزكيهم إنك أنت صلى الله عليه وسلم
1649 ; لعزيز صلى الله عليه وسلم
1649 ; لحكيم } | ( البقرة : 129 ) . | قال السدي عن أشياخه : هو محمد صلى الله عليه وسلم .
عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بأول ذلك : | أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين يرين ) . | ورواه ليث عن معاوية فقال : وإن أمه رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام . |
2 ( الباب الرابع | في بيان ذكره في التوراة والإنجيل وذكر أمته ،
واعتراف علماء الكتاب بذلك ) 2
قال الله تعالى : { س 7 ش 157 صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذين يتبعون صلى الله عليه وسلم
1649 ; لرسول صلى الله عليه وسلم
1649 ; لنبى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لأمى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذى يجدونه مكتوبا عندهم فى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لتوراة و صلى الله عليه وسلم
1649 ; لإنجيل يأمرهم ب صلى الله عليه وسلم
1649 ; لمعروف وينه صلى الله عليه وسلم
1648 ; هم عن صلى الله عليه وسلم
1649 ; لمنكر ويحل لهم صلى الله عليه وسلم
1649 ; لطيب صلى الله عليه وسلم
1648 ; ت ويحرم عليهم صلى الله عليه وسلم
1649 ; لخب صلى الله عليه وسلم
1648 ; ئث ويضع عنهم إصرهم و صلى الله عليه وسلم
1649 ; لأغل صلى الله عليه وسلم
1648 ; ل صلى الله عليه وسلم
1649 ; لتى كانت عليهم ف صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذين ءامنوا به وعزروه ونصروه و صلى الله عليه وسلم
1649 ; تبعوا صلى الله عليه وسلم
1649 ; لنور صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذى صلى الله عليه وسلم
1764 ; أنزل معه أول صلى الله عليه وسلم
1648 ; ئك هم صلى الله عليه وسلم
1649 ; لمفلحون } ( الأعراف : 157 ) | والمراد : أنهم يجدون نعته . | { س 7 ش 157 صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذين يتبعون صلى الله عليه وسلم
1649 ; لرسول صلى الله عليه وسلم
1649 ; لنبى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لأمى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذى يجدونه مكتوبا عندهم فى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لتوراة و صلى الله عليه وسلم
1649 ; لإنجيل يأمرهم ب صلى الله عليه وسلم
1649 ; لمعروف وينه صلى الله عليه وسلم
1648 ; هم عن صلى الله عليه وسلم
1649 ; لمنكر ويحل لهم صلى الله عليه وسلم
1649 ; لطيب صلى الله عليه وسلم
1648 ; ت ويحرم عليهم صلى الله عليه وسلم
1649 ; لخب صلى الله عليه وسلم
1648 ; ئث ويضع عنهم إصرهم و صلى الله عليه وسلم
1649 ; لأغل صلى الله عليه وسلم
1648 ; ل صلى الله عليه وسلم
1649 ; لتى كانت عليهم ف صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذين ءامنوا به وعزروه ونصروه و صلى الله عليه وسلم
1649 ; تبعوا صلى الله عليه وسلم
1649 ; لنور صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذى صلى الله عليه وسلم
1764 ; أنزل معه أول صلى الله عليه وسلم
1648 ; ئك هم صلى الله عليه وسلم
Bogga 29
1649 ; لمفلحون } | ( الأعراف : 157 ) | وهو : مكارم الأخلاق ، وصلة الأرحام . | { وينهاهم عن المنكر } وهو : الشرك . | ويحل لهم الطيبات } وهو : ما كانت العرب تستطيبه ، وقيل : هي الشحوم التي حرمت على بني إسرائيل ، والبحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحامي . | { ويحرم عليهم الخبائث } وهي : ما كانت العرب تستخبثه ، وما كانوا يستحلون من الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير . | { ويضع عنهم إصرهم } وهي : الأثقال التي كانت على بني إسرائيل من تحريم السبت ، والشحوم ، والعروق . | { والأغلال التي كانت عليهم } . | قال أبو إسحاق الزجاج : ذكر الأغلال تمثيل ، وكان عليهم أن لا يقبل في القتل دية ، وأن لا يعملوا في السبت ، وأن يقرضوا ما أصابهم من أموال .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، في قوله تعالى : { ع 49 س 3 ش 81 } الآية | ( آل عمران : 81 ) . | قال : لم يبعث الله تعالى نبيا ، آدم ومن بعده ، إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وسلم : لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ العهد على قومه .
عن قتادة : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين } . | قال : هذا ميثاق أخذه الله تعالى على النبيين ، أن يصدق بعضهم بعضا ، وأخذ مواثيق أهل الكتاب فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه .
عن عطاء بن يسار : لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة . | قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن : | { س 33 ش 45 ي صلى الله عليه وسلم
1648 ; أيها صلى الله عليه وسلم
1649 ; لنبى إنآ أرسلن صلى الله عليه وسلم
Bogga 30
1648 ; ك شاهدا ومبشرا ونذيرا } ( الأحزاب : 45 ) ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، لست بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا تجزي بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ، فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا . | انفرد بإخراجه البخاري .
عن عبدالله بن سلام قال : صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة : | { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } وحرزا للأميين ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن أتوفاه حتى أقيم به الملة العوجاء وأفتح به آذانا صما ، وقلوبا غلفا ، وأعينا عميا ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله .
عن ابن عباس أنه سأل كعبا : كيف تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ؟ . | قال : نجده : محمد رسول الله ، مولده بمكة ، ومهاجره إلى طابة ، ويكون ملكه بالشام ، ليس بفحاش ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يكافىء بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو . | وقال كعب : نجد مكتوبا : محمد رسول الله ، لا فظ ولا غليظ ، ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، وأمته الحمادون ، يكبرون الله على كل نجد ويحمدونه في كل منزلة ، يأتزرون على أنصافهم ، ويتوضئون على أطرافهم بهم ينادى في جو السماء ، صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء ، لهم بالليل دوي كدوي النحل ، مولده بمكة ومهاجره بطابة .
Bogga 31
عن كعب قال في الشطر الأول : محمد رسول الله عبدي المختار ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، مولده بمكة وهجرته بطيبة ، وملكه بالشام . | في الشطر الثاني : محمد رسول الله أمته الحمادون ، يحمدون الله في السراء والضراء ، يحمدون الله في كل منزلة ، ويكبرونه على كل شرف ، رعاة الشمس ، يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ، ويأتزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم ، وأصواتهم بالليل ( في ) جو السماء أصوات النحل .
Bogga 32
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن موسى لما نزلت التوراة وقرأها وجد فيها ذكر هذه الأمة ) . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون السابقون المشفوع لهم ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة محمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم المستجيبون المستجاب لهم ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم ، يقرءونه ظاهرا ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة يجعلون الصدقة في بطونهم يؤجرون عليها . فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، فإن عملها كتبت عليه سيئة ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة يؤتون العلم الأول والعلم الآخر ، يقتلون قرن الضلالة المسيح الدجال ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب فاجعلني من أمة أحمد ، فأعطي عند ذلك خصلتين . | قال : يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين . | قال : قد رضيت رب . | وروي أن كعب الأحبار رأى حبرا من اليهود يبكي ، فقال له : ما يبكيك ؟ قال : ذكرت بعض الأمر . | فقال كعب : أنشدك الله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني ؟ . | قال : نعم . | قال : أنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل ، أن موسى عليه السلام نظر في التوراة ، فقال : رب : إني أجد أمة خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ويقاتلون أهل الضلالة ، حتى يقاتلون الأعور الدجال ، فاجعلهم أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال الحبر : نعم . | قال : أنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال : رب إني أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون ، إذا أرادوا أمرا قالوا : نفعله إن شاء الله . فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد ؟ . | قال الحبر : نعم . | قال : فأنشدك الله ، هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ؟ . | فقال : رب ، إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله ، وإذا هبط واديا حمد الله ، الصعيد لهم طهور ، والأرض لهم مسجد حيث ما كانوا ، مطهرون من الجنابة ، طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون الماء ، غر محجلون من آثار الوضوء ، فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد يا موسى ؟ . | قال الحبر : نعم . | قال : أنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة . | فقال : رب إني أجد أمة مرحومة ضعفاء ، يرثون الكتاب الذين اصطفيتهم ، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات ، فلا أجد أحدا منهم إلا مرحوما ، فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد يا موسى . | قال الحبر : نعم . | قال : أنشدك الله ، هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال : رب إني أجد في التوراة أمة مصاحفهم في صدورهم ، يصفون في صلاتهم كصفوف الملائكة ، أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل ، لا يدخل النار منهم أحد ، إلا من برىء من الحسنات مثل ما برىء الحرج من الشجر ، فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد يا موسى ؟ . | قال الحبر : نعم . | فلما عجب موسى من الخير الذي أعطى الله محمدا وأمته قال ليتني من أصحاب محمد : فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن : { س 7 ش 144 / ش 145 قال ي صلى الله عليه وسلم
1648 ; موسى صلى الله عليه وسلم
1648 ; إن صلى الله عليه وسلم
1764 ; ى صلى الله عليه وسلم
1649 ; صطفيتك على صلى الله عليه وسلم
1649 ; لناس برس صلى الله عليه وسلم
1648 ; ل صلى الله عليه وسلم
1648 ; تي وبكل صلى الله عليه وسلم
1648 ; مي فخذ مآ ءاتيتك وكن من صلى الله عليه وسلم
1649 ; لش صلى الله عليه وسلم
1648 ; كرين * وكتبنا له فى صلى الله عليه وسلم
1649 ; لألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار صلى الله عليه وسلم
1649 ; لف صلى الله عليه وسلم
Bogga 34
1648 ; سقين } الآية | ( الأعراف : 144 ، 145 ) | وقال تعالى : { س 7 ش 159 ومن قوم موسى صلى الله عليه وسلم
1648 ; أمة يهدون ب صلى الله عليه وسلم
1649 ; لحق وبه يعدلون } ( الأعراف : 159 ) | فرضي موسى كل الرضا .
Bogga 35
عن كعب أنه سمع رجلا يقول : إني رأيت في المنام كأن الناس جمعوا للحساب ، فدعي الأنبياء ، فجاء مع كل نبي أمته ، ورأى لكل نبي نورين ، ولكل من اتبعه نورا يمشي به ، فدعي محمد صلى الله عليه وسلم فإذا لكل شعرة في رأسه ووجهه نور ، ولكل من اتبعه نوران يمشي بهما . | فقال كعب ، وهو لا يشعر أنها رؤيا : من حدثك هذا ؟ . | قال : أنا والله الذي لا إله إلا هو رأيت هذا المنام . | فقال : بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت هذا في منامك ؟ . | قال : نعم . | قال : والذي نفس كعب بيده ، أو والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده ، إنها لصفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته وصفة الأنبياء وأممها في كتاب الله ، لكأنما قرأه من التوراة . | وقال ابن أبي نملة : كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم ويعلمون الولدان بصفته واسمه ، ومهاجره المدينة فلما ظهر حسدوا وبغوا وأنكروا . | وقال أبو سعيد الخدري : سمعت أبي مالك بن سنان يقول : جئت بني عبد الأشهل يوما لأتحدث فيهم ، ونحن يومئذ في هدنة من الحرب ، فسمعت يوشع اليهودي يقول : أظل خروج نبي يقال له أحمد : يخرج من الحرم . | فقال له خليفة بن ثعلبة الأشهلي ، كالمستهزىء به : ما صفته ؟ . | قال : رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ، في عينيه حمرة ، يلبس الشملة ويركب الحمار ، وهذا البلد مهاجره . | قال : فرجعت إلى قومي بني خدرة وأنا يومئذ أتعجب مما يقول يوشع ، فأسمع رجلا منا يقول : ويوشع يقول هذا وحده ؟ كل يهود يثرب تقول هذا . | قال أبي مالك بن سنان : فخرجت حتى جئت بني قريظة فأخذوا جميعا فتذاكروا النبي صلى الله عليه وسلم . | فقال الزبير بن باطا : قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلا لخروج نبي وظهوره ، ولم يبق أحد إلا أحمد ، وهذه مهاجره . | قال أبو سعيد : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخبره أبي هذا الخبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أسلم الزبير وذووه من رؤساء يهود لأسلمت يهود كلها ، إنما هم له تبع ) . | وقال محمد بن مسلمة : لم يكن في بني عبد الأشهل إلا يهودي واحد يقال له : يوشع ، فسمعته يقول وأنا غلام : قد أظلكم خروج نبي يبعث من نحو هذا البيت ، ثم أشار بيده إلى بيت الله تعالى ، فمن أدركه فليصدقه . | فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا ، وهو بين أظهرنا ولم يسلم ، حسدا وبغيا .
Bogga 36
عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : ما كان في الأوس والخزرج رجل أوصف لمحمد صلى الله عليه وسلم من أبي عامر الراهب ، كان يألف اليهود ويسائلهم عن الدين ويخبرونه بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه دار هجرته ، ثم خرج إلى يهود تيماء فأخبروه بمثل ذاك ، ثم خرج إلى الشام فسأل النصارى فأخبروه بصفة النبي صلى الله عليه وسلم . وأن مهاجره يثرب ، فرجع أبو عامر وهو يقول : أنا دين على دين الحنيفية . وأقام مترهبا ولبس المسوح ، وزعم أنه على دين إبراهيم عليه السلام وأنه ينتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم . | فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لم يخرج إليه ، وأقام على ما كان عليه ، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حسد وبغى ونافق ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، بم بعثت ؟ . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بالحنيفية دين إبراهيم ) . | ( قال : فأنا عليها . | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست عليها ) . | فقال : أنت تخلطها بغيرها . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتيت بها بيضاء نقية ، أين ما كان يخبرك الأحبار من اليهود والنصارى من صفتي ؟ ) . | فقال : لست بالذي وصفوا . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كذبت ) . | فقال : ما كذبت . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكاذب أماته الله وحيدا طريدا ) . | فقال : آمين . | ثم رجع إلى مكة فكان مع قريش يتبع دينهم ، وترك ما كان عليه . | وفي رواية أخرى : فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام فمات بها طريدا وحيدا غريبا .
وقال ابن عباس : إن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ، فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه . | فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا ، قد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وإنا أهل شرك ، وتخبرونا أنه مبعوث وتصفونه لنا بصفته . | فقال سلام بن مشكم : ما هو بالذي كنا نذكر لكم ، ما جاءنا بشيء نعرفه . | فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم : { س 2 ش 89 ولما جآءهم كت صلى الله عليه وسلم
1648 ; ب من عند صلى الله عليه وسلم
1649 ; لله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على صلى الله عليه وسلم
1649 ; لذين كفروا فلما جآءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة صلى الله عليه وسلم
1649 ; لله على صلى الله عليه وسلم
1649 ; لك صلى الله عليه وسلم
Bogga 37
1648 ; فرين } ( البقرة : 89 ) | . | يقول يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب . يعني بذلك أهل الكتاب ، فلما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه .
Bogga 38
عن قتادة { وكانوا يستفتحون على الذين كفروا } . | قال : كانت يهود تستفتح بمحمد صلى الله عليه وسلم على كفار العرب ، كانوا يقولون : اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة ، نعذبهم ونقتلهم . | فلما بعث من غيرهم كفروا به حسدا للعرب . | وقال المغيرة بن شعبة : إنه دخل على المقوقس ، وإنه قال له : إن محمدا نبي مرسل ، ولو أصاب القبط والروم اتبعوه . | قال المغيرة : فأقمت بالإسكندرية لا أعد كنيسة إلا دخلتها وسألت أساقفها من قبطها ورومها عما يجدون من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان أسقف من القبط هو رأس كنيسة أبي يحنس ، كانوا يأتونه بمرضاهم فيدعو لهم ، لم أر أحدا قط يصلي الصلوات الخمس أشد اجتهادا منه . | فقلت : أخبرني هل بقي أحد من الأنبياء ؟ . | قال : نعم ، وهو آخر الأنبياء ، ليس بينه وبين عيسى بن مريم أحد ، وهو نبي قد أمرنا عيسى باتباعه ، وهو النبي الأمي العربي ، اسمه أحمد ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، في عينيه حمرة وليس بالأبيض ولا بالآدم ، سيفه على عاتقه ولا يبالي من لاقى ، يباشر القتال بنفسه . ومعه أصحابه يفدونه بأنفسهم ، هم له أشد حبا من أولادهم وآبائهم ، يخرج من أرض القرظ ومن حرم يأتي إلى حرم ، ويهاجر إلى أرض ذات سباخ ونخل ، يدين بدين إبراهيم عليه السلام ، | قال المغيرة بن شعبة : زدني في صفته . | قال : يأتزر على وسطه ، ويغسل أطرافه ، ويخص بما لا يخص به الأنبياء قبله . | كان النبي يبعث إلى قومه وبعث إلى الناس كافة ، وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا أينما أدركته الصلاة تيمم ويصلي ، ومن كان قبله مشدد عليه لا يصلون إلا في الكنائس والبيع . | ثم إن المغيرة جاء فأسلم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع ذلك ، فأعجبه أن يسمعه أصحابه . قال : فكنت أحدثهم ذلك في اليومين والثلاثة . | وروي : أن ورقة بن نوفل ، وزيد بن سعيد خرجا يلتمسان الدين ، حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد : من أين أقبلت ؟ . | فقال : من بيت إبراهيم . | قال : وما تلتمس ؟ | قال : ألتمس الدين . | قال : ارجع ، فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك . | فرجع وهو يقول : | لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا .
Bogga 39
عن خليفة بن عبدة المنقري قال : سألت محمد بن عدي كيف سماك أبوك محمدا . | قال : أما إني سألت أبي عما سألتني عنه ، فقال : خرجت رابع أربعة من بني تميم ، أنا أحدهم ، وسفيان بن مجاشع بن دارم ، ويزيد بن عمرو بن ربيعة ، وأسامة بن مالك بن جندب ، نريد ابن جفنة الغساني . | فلما قدمنا الشام : نزلنا على غدير فيه شجيرات ، وقربه دير وفيه ديراني ، فأشرف علينا وقال : إن هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد . | قلنا : نعم نحن قوم من مضر . | قال : من أي المضرين . | قلنا : من خندف . | قال : أما إنه سيبعث فيكم وشيكا نبي فسارعوا إليه ، وخذوا بحظكم منه ترشدوا ، فإنه خاتم النبيين واسمه محمد . | فلما انصرفنا من عند ابن جفنة وصرنا إلى أهلنا ، ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمدا .
عن سلمة بن سلامة بن وقش قال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل
Bogga 40
. | قال : فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير ، حتى وقف على مجلس بني عبد الأشهل . | قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا ، علي بردة مضطجع فيها بفناء أهلي . | فذكر البعث ، والقيامة ، والحساب ، والميزان ، والجنة ، والنار . | فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان ، لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت . | فقالوا : ويحك يا فلان ترى هذا كائنا ، أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم . | قال : نعم ، والذي يحلف به ، لود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور يحمونه في الدار ثم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه ، وأن ينجو من تلك النار غدا . | قالوا له : ويحك وما آية ذلك ؟ . | قال : نبي يبعث من نحو هذه البلاد . وأشار بيده نحو مكة واليمن . | قالوا : ومتى نراه ؟ . | قال : فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا ، قال : إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه . | قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا ، فآمنا به وكفر به حسدا وبغيا . | فقلنا له : ويلك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت ؟ . | قال : بلى ، وليس به .
عن ابن مسعود : أن الله تعالى ابتعث نبيه لإدخال رجل الجنة ، وذلك أنه دخل الكنيسة فإذا هو بيهود . وإذا يهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلى الله عليه وسلم أمسكوا ، وفي ناحيتها رجل مريض . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما لكم أمسكتم ؟ ) . | قال المريض : إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا . حتى جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : هذه صفتك ، وصفة أمتك أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . ثم مات . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( ادفنوا أخاكم ) .
Bogga 41
عن أبي بن كعب قال : لما قدم تبع المدينة ونزل بقناة ، بعث إلى أحبار يهود فقال : إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الأمر إلى دين العرب . | فقال له ساموك اليهودي ، وهو أعلمهم يومئذ : | أيها الملك ، إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من ولد إسماعيل ، مولده مكة ، اسمه أحمد ، وهذه دار هجرته ، وإن منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتل والجراح أمر كثير في أصحابه وفي عدوهم . | قال تبع : ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما يزعمون ؟ . | قال : يسير إليه قومه فيقتتلون ها هنا . | قال : فأين قبره ؟ . | قال : بهذا البلد . | قال : فإذا قوتل لمن تكون الدائرة . | قال : تكون له مرة وعليه مرة ، وبهذا المكان الذي أنت به تكون عليه ، ويقتل به أصحابه قتلا لم يقتلوه في موطن ، ثم تكون له العاقبة ، ثم يظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد . | قال : وما صفته ؟ . | قال : رجل ليس بالقصير ولا بالطويل ، في عينيه حمرة ، يركب البعير ويلبس الشملة ، سيفه على عاتقه ، لا يبالي بمن لاقاه من أخ ، أو ابن عم ، أو عم حتى يظهر أمره . | قال تبع : ما لي إلى هذه البلد من سبيل ، وما كان ليكون خرابها على يدي . | فخرج تبع منصرفا إلى اليمن . | قال عبدالله بن سلام : لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه ، وإن تبعا مات مسلما .
عن الزبير بن باطا وكان أعلم اليهود قال : إني وجدت سفرا كان أبي يختمه علي ، فيه : ذكر أحمد : نبي يخرج بأرض القرظ ، صفته كذا وكذا . | فيحدث به الزبير بعد أبيه والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ لم يبعث . | فما هو إلا أن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة عمد إلى ذلك السفر فمحاه ، وكتم شأن النبي صلى الله عليه وسلم وصفته ، وقال : ليس به .
عن ابن عباس قال : كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وأن دار هجرته المدينة . | فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أحبار يهود : ولد أحمد الليلة ، هذا الكوكب قد طلع . | فلما تنبأ قالوا : تنبأ أحمد ، قد طلع الكوكب . | كانوا يعرفون ذلك ويقرون به ويصفونه ، إلا الحسد والبغي .
Bogga 42
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سكن يهودي بمكة يبيع بمنى تجارات ، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ . | قالوا : لا نعلمه . | قال : انظروا يا معاشر قريش ، أحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الأمة أحمد ، وبه شامة بين كتفيه فيها شعرات . | فتصدع القوم من مجالسهم وهم يتعجبون من حديثه ، فلما صاروا في منازلهم ذكروا ذلك لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبدالله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمدا . | وأتوا اليهودي في منزله ، فقالوا : علمنا أنه ولد فينا مولود . | قال : أبعد خبري أم قبله ؟ . | قالوا : قبله واسمه أحمد . | قال : فاذهبوا بنا إليه . | فخرجوا معه حتى دخلوا على آمنة رضي الله عنها ، فأخرجته إليهم فرأى الشامة بظهره ، فغشي على اليهودي ثم أفاق . قالوا : ما لك ويلك . | قال : ذهبت النبوة من بني إسرائيل ، وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب أنه يقتلهم ويبيد أحبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم به يا معشر قريش ؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق والمغرب .
Bogga 43
عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس فقال : ( أخرجوا إلي أعلمكم ) . | فقالوا : عبدالله بن صوريا . فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فناشده بدينه ، وبما أنعم الله عليهم وأطعمهم من المن والسلوى ، وظللهم من الغمام ، أتعلم أني رسول الله ؟ . | قال : اللهم نعم ، وإن القوم ليعرفون ما أعرف ، وإن صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكن حسدوك . | قال : ( فما يمنعك أنت ؟ ) . | قال : أكره خلاف قومي ، عسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم . | وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة ، فأعجب من موافقة التوراة القرآن . | فقالوا : يا عمر ما أحد أحب إلينا منك ، لأنك تغشانا . | قلت : إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضا . | فبينا أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هذا صاحبك . | فقلت : أنشدكم الله ، وما أنزل عليكم من الكتاب أتعلمون أنه رسول الله ؟ . | قال سيدهم : نشدكم الله فأخبروه . | قالوا : أنت سيدنا فأخبره . | فقال : إنا نعلم أنه رسول الله . | قلت : فما أهلككم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله ثم لم تتبعوه . | قالوا : إن لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة ، عدونا جبريل ، وهو ملك الفظاظة والغلظة ، وسلمنا ميكائيل ، وهو ملك الرأفة واللين . | قلت : فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل ، ولا لميكائيل أن يسالم عدو جبريل . | ثم قمت ، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا أقرأتك آيات نزلت علي قبل ؟ فتلا : { س 2 ش 97 قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على صلى الله عليه وسلم
1648 ; قلبك بإذن صلى الله عليه وسلم
1649 ; لله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى صلى الله عليه وسلم
Bogga 44
1648 ; للمؤمنين } ( البقرة : 97 ) . | فقلت : والذي بعثك بالحق ، ما جئت إلا لأخبرك بقول يهود ، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني . | قال عمر : فلقد رأيتني في دين الله أصلب من الحجر .
Bogga 45