Wafa Bi Ahwal Mustafa
الوفا بأحوال المصطفى
Baare
مصطفى عبد القادر عطا
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1408هـ-1988م
Goobta Daabacaadda
بيروت / لبنان
عن عمر بن الخطاب أنه قال : والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من آل عمر . | هل لك بأن أحدثك بليلته ويومه ؟ | قال : قلت : يا أمير المؤمنين حدثني . | قال : أما ليلته لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مختفيا من أهل مكة خرج ليلا ، فتبعه أبو بكر ، فجعل يمشي مرة أمامه ، ومرة خلفه ، ومرة عن يمينه ، ومرة عن شماله . | فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما هذا يا أبا بكر ؟ ما أعرف هذا من فعلك ) . | فقال : يا رسول الله ، أذكر الرصد فأكون أمامك ، وأذكر الطلب فأكون خلفك ، ومن عن يمينك وعن يسارك ، لا آمن عليك . | قال : فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه ، فلما رآها أبو بكر أنها قد حفيت حمله على كاهله ، وجعل يشتد به حتى أتى به الغار فأنزله . | ثم قال : والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله ، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك ، ففعل ولم ير شيئا ، فحمله وأدخله . | وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاع ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء فيؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فألقمه قدمه ، فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي ، وجعلت دموعه تتحدر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يا أبا بكر ، لا تحزن إن الله معنا ) . فأنزل الله سكينته أي طمأنينته لأبي بكر . فهذه ليلته . | وقال الواقدي ، عن أشياخه : طلبت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الطلب ، حتى انتهت إلى باب الغار ، قالت : إن عليه لعنكبوتا قبل ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم . فانصرفوا . | وقالت أسماء بنت أبي بكر : لم ندر بالحال ، حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني غناء العرب والناس يتبعونه ، يسمعون صوته ولا يرونه ، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول : | جزى الله رب الناس خير جزائه | رفيقين حلا خيمتي أم معبد | وسيأتي ذكر القصة إن شاء الله تعالى . |
2 ( الباب الثالث | في ذكر ما جرى له في طريقه إلى المدينة ) 2
قال أبو الحسن البراء : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار
ليلة الخميس لغرة شهر ربيع الأول . | وذكر محمد بن سعد : أنه خرج من الغار ليلة الاثنين لأربع خلون من ربيع الأول . | قلت : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثا ، وخرج معه أبو بكر ، وعامر بن فهيرة ، ودليلهم عبدالله بن أريقط الليثي ، وكان على دين قومه ، فأخذ بهم طريق السواحل .
Bogga 241