وأما درايته بالشعر، فقد أقروا له بالبلاغة فيه، ولكن سجلوا عليه اللحن، قال عياض: «وكان... شاعراً بليغاً، إلا أنه يلحن»(1).
وأما معرفته بالكيمياء والصناعات اللطيفة، فقال ابن الفرضي: «قال لي أبو مروان: وكان محمد بن حارث حكيماً يعمل الأدهان، ويتصرف في ضروب من الأعمال اللطيفة»(2). وقال القاضي عياض: «وكان يتعاطى صنعة الكيمياء»(3).
وصناعة الأدهان هي التي التجأ إليها ابن حارث لما دارت عليه الحال، بعد موت الحكم المستنصر، حيث فتح حانوتاً لبيعها(4).
مؤلفاته:
ذكر المترجمون أن ابن حارث ألف كتباً كثيرة، ألفها جميعاً بالأندلس، وكثير منها ألفه للخليفة الحكم المستنصر:
قال ابن سهل: «كان حافظاً للفقه له تأليف كثيرة فيه وفي غيره»(5).
قال ابن الفرضي: «وألف لأمير المؤمنين المستنصر بالله كتباً كثيرة، بلغني أنه ألف له مائة ديوان»(6).
وقال عياض: «وتمكن من ولي عهدها الحكم، وألف له تواليف حسنة»(7).
(1) ترتيب المدارك (6/267)، تاريخ علماء الأندلس (2/148).
(2) تاريخ علماء الأندلس (2/148).
(3) ترتيب المدارك (6/267).
(4) سير أعلام النبلاء (16/166)، تاريخ الإسلام (6/196)، الأعلام (6/75).
(5) الإعلام بنوازل الأحكام (ص: 747).
(6) تاريخ علماء الأندلس (2/148).
(7) ترتيب المدارك (6/267).