وأيضا الموضع المأخوذ من الفساد والاطراح والكون والاتخاذ والتضاد ينبغى أن ينظر فيه، وذلك أن الأمور التى نتجنب فسادها أكثر هى آثر؛ وكذلك الأمر فى الاطراح والتضاد. وذلك أن ما كان اطراحه أو ضده يتجنب أكثر فهو آثر. والأمر فى الكون والاتخاذ بعكس ذلك، فإن الأشياء التى اتخاذها وكونها آثر هى أيضا آثر.
وموضع آخر أن الشىء الذى هو أقرب إلى الخير هو أفضل وآثر، والذى هو أكثر شبها به هو أفضل وآثر، بمنزلة ما أن العدالة أفضل من العدل والأشبه منهما أيضا بالأفضل آثر، بمنزلة ما يقول قوم إن آآس أفضل من أدسوس، لأنه أشبه بأشلوس. وقد يعاند هذا القول بأن يقال إنه ليس بحق. وذلك أنه ليس يمنع مانع من ألا يكون آآس أشبه بأشلوس من جهة ما أشلوس أفضل، ويكون أودسس خيرا وليس شبيها بأشلوس.
Bogga 539