وينبغى أن ننظر لعلة شبيه فيما هو أولى أن يضحك منه — بمنزلة ما أن القرد شبيه بالإنسان، والفرس غير شبيه به. فإن القرد ليس بأفضل من الفرس، وإن كان أشبه بالإنسان منه. وأيضا إذا كان أحد أمرين أشبه بالأفضل، والآخر أشبه بالأخس: فإن الأشبه بالأفضل أفضل. وقد يعاند هذا القول أيضا، وذلك أنه ليس يمنع مانع من أن يكون أحدهما يشبه الأفضل شبها يسيرا، والآخر يشبه الأخس شبها كثيرا — مثال ذلك أن يكون آآس يشبه أشلوس شبها يسيرا، وأذسوس يشبه نسطر شبها كثيرا. وأن يكون أحدهما يشبه الأفضل فيما هو أخس، والاخر يشبه الأخس فيما هو أفضل: كشبه الفرس بالحمار والقرد بالإنسان.
وموضع آخر أن الشىء الذى هو أظهر آثر مما هو دونه فى هذه الحال؛ والشىء الذى هو أصعب أيضا آثر. وذلك أنا إذا اقتنينا ما لا يسهل تناوله كان سرورنا به أكثر. — وكذلك أيضا ما هو أكثر خصوصا، آثر مما هو أكثر عموما. — وما هو أيضا عادم لمشاركته الأشياء الرديئة هو آثر، وذلك أن ما لم يلحقه شىء من المكروه آثر مما يلحقه ذلك.
وأيضا إن كان على الإطلاق كذا أفضل من كذا، فإن المتقدم فى الفضل مما فى هذا، أفضل من المتقدم فى الفضل مما فى الآخر — مثال ذلك أنه إن كان الإنسان أفضل من الفرس، فإن المتقدم من الناس من الفضل أفضل من المتقدم فى الخليل فى الفضل. وإن كان المتقدم فى الفضل أفضل من المتقدم فى الفضل، فإنه على الإطلاق كذا أفضل من كذا — مثال ذلك أنه إن كان المتقدم من الناس فى الفضل أفضل من المتقدم فى الخليل، فإن الإنسان على الإطلاق أفضل من الفرس.
Bogga 540