قال أبقراط في فصوله: من كان لحمه رطبا فينبغي أن يجوع، فإن الجوع يخفف الأبدان، وقد شرع لنا الصوم.
وينبغي أن يجتنب الدواء المسهل إلا لضرورة لا سيما لمن لم يعتده.
سئل طبيب كسرى عن [الدواء] المسهل؟ فقال: سهم ترمي به في جوفك أصاب أم أخطأ، فذره إلا لحاجة.
وقد قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا فاستعمل الدواء فيه تعسر، فإن احتيج إليه استعمله بشرطه.
روت أسماء بنت عميس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألها: بم تستمشين؟ قالت: بالشبرم، قال: دواء حار بارد. ثم استمشت بالسنا، فقال: لو أن شيئا فيه شفاء من الموت لكان بالسنا) رواه الترمذي.
وفي رواية قال: (أين أنت من السنا).
وفي رواية: (عليك بالسنا).
وهذا الفعل كان منها، والسؤال منه صلى الله عليه وسلم وهي في حال الصحة، وهذا الفعل عند الأطباء يسمى التقدم بالحفظ، وهو أن يوجد سبب المرض في البدن غير نام فيتدارك بالدواء قبل تمامه.
وهذا الحديث دال على أن النبي صلى الله عليه وسلم عارف بقوى الأدوية وتفاوتها في الدرج واشتراكها في الأفعال، فإن الشبرم دواء حار مقرح، والسنا دواء جيد مبارك. وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
وأما تدبير الاحتباس: فمتى لانت الطبيعة استعمل لها الأدوية القابضة والأشربة القابضة، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
Bogga 86