ولا تدخل الحكمة معدة ملئت طعاما، فمن قل طعامه قل شربه، ومن قل شربه خف منامه، ومن خف منامه ظهرت بركة عمره. ومن امتلأ بطنه كثر شربه، ومن كثر شربه ثقل نومه، ومن ثقل نومه محقت بركة عمره.
فإذا اكتفى بدون الشبع، حسن اغتذاء بدنه، وصلح حال نفسه وقلبه. ومن تملى من الطعام شيئا، غذا بدنه، وأشرت نفسه، وقسا قلبه. فإياكم وفضول المطعم، فإنه يسم القلب بالقسوة، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة، ويصم الأذان عن السماع للموعظة، والطعام السخن مذموم، ونهى عنه صلى الله عليه وسلم .
وكذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الأكل متكئا ، رواه البخاري. قال أبي بن كعب: لأن هذا فعل الجبابرة.
وكان عليه السلام لا ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء. والتمشي بعد العشاء نافع، وتجزئ عنه الصلاة ليستقر الغذاء بقعر المعدة، فيجود هضمه.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(أذيبوا طعامكم بذكر الله تعالى والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم ولا تكثروا من الحركة عليه فتضروا، ولا تتركوا العشاء فتهرموا). رواه أبو نعيم.
Bogga 78