أَمْ مِنْ عِنْدِكَ؟ قَالَ: "بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" ثَمَّ تَلا عَلَيْهِمْ ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة: ١١٧ - ١١٨]:
قَالَ: وَفِينَا نزلت: ﴿تَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ . [التوبة: ١١٩] .
قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لا أُحَدِّثَ إِلا صِدْقًا وَأَنْ أَتَخَلَّعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَقَالَ: "أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ قَالَ: فَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ نِعْمَةً بَعْدَ الإِسْلامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ ﷺ حِينَ صَدَقْتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ أَنْ لا نَكُونَ كَذَبْنَاهُ فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ ابْتَلَى اللَّهُ أَحَدًا فِي الصِّدْقِ مِثْلَ الَّذِي ابْتَلانِي مَا تَعَمَّدْتُ لِكَذْبَةٍ بَعْدُ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ. [البخاري ٢٧٥٧ مسلم ٢٧٦٩ أبو داود ٢٠٢٢ الترمذي ٣١٠٢ ابن ماجة ١٣٩٣] .
٤٤ – [توبة أبي لبابة ﵁] قال الزهري: وكان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي ﷺ فِي غزوة تبوك فربط نفسه بسارية ثم قال: والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى كاد يخر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له: قد تيب عليك فقال: والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ﷺ هُوَ الذي يحلني بيده. قال: فجاء النَّبِيُّ ﷺ فحله بيده ثم قال أبو لبابة: يا رسول الله! إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله قال: "يجزئك الثلث يا أبا لبابة". أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ نَجَا بْنِ الْوَادِيِّ أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْبَلْخِيِّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: فَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَرْسَلَتْ قُرَيْظَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُرْسِلَنِي إِلَيْهِمْ - حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصْرَ - دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: "اذْهَبْ إِلَى
٤٤ – [توبة أبي لبابة ﵁] قال الزهري: وكان أبو لبابة ممن تخلف عن النبي ﷺ فِي غزوة تبوك فربط نفسه بسارية ثم قال: والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي. فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى كاد يخر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له: قد تيب عليك فقال: والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ﷺ هُوَ الذي يحلني بيده. قال: فجاء النَّبِيُّ ﷺ فحله بيده ثم قال أبو لبابة: يا رسول الله! إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله قال: "يجزئك الثلث يا أبا لبابة". أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ نَجَا بْنِ الْوَادِيِّ أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أنا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْبَلْخِيِّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: فَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَرْسَلَتْ قُرَيْظَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُرْسِلَنِي إِلَيْهِمْ - حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصْرَ - دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: "اذْهَبْ إِلَى
1 / 67