تصديتُ فصدتْ خل ... وةً من ألمِ الصدِّ
كما صدتْ عن الشمسِ ... سراعًا أعينُ الرمدِ
وقال آخر
إذا تخازرتُ وما بي منْ خزرْ ... ثمَّ كسرتُ العينَ منْ غيرِ عورْ
ألفيتني ألوَى بعيدَ المستمرْ ... حمالَ ما حملتُ من خيرٍ وشرّ
كالحيةِ النضناضِ في أصلِ الحجرْ
باب ٦٢ في
الشجاعة ولين الطبع
قال البحتري
ضحوك إلى الأبطالِ وهو قريعهم ... وللسيفِ حدٌّ حين يسطو ورونقُ
حياة وموتٌ واحدٌ منتهاهما ... كذلك غمرُ الماء يروي ويغرقُ
وقال أبو العتاهية
هي دنيا كحيةٍ تنفثُ الس ... مَّ وإنْ كانتِ المجسةُ لانتْ
وقال البحتري لأبي سعيد
بأروعَ من طيٍّ كأنَّ قميصهُ ... يزرُّ على الشيخينِ زيدٍ وحاتمِ
سماحًا وبأسًا كالصواعقِ والحيا ... إذا اجتمعا في عارضٍ متراكمِ
وقال ابن الرومي لأبي الحسين المنسرح
لم تخلني قطُّ من صنائعك ال ... غرِّ ولا من حروبكَ الضرسْ
تصرفُ الغيثَ في صواعقهِ ... وتارةً في سجالهِ البجسْ
وقال أبو الشيص
وكالسيفِ إنْ لاينتهُ لانَ متنهُ ... واحدهُ إنْ خاشنتهُ خشنانِ
وقال البحتري
إذا خطرتْ تأرجَ جانباها ... كما خطرتْ على الروضِ القبولُ
ويحسنُ دلها والموتُ فيه ... وقد يستحسنُ السيفُ الصقيلُ
وقال ابن الرومي في قيانٍ
من السمرِ اللدانِ إذا اسبكرتْ ... وصرفُ الموتِ في السمرِ اللدانِ
شبيهاتُ الرماحِ قنا متونٍ ... وكلمًا في القلوبِ بلا سنانِ
فهل من ضربةٍ أو من سنانٍ ... كعينٍ أو كثغرٍ أو بنانِ
وقال السريحي نحو ذلك
تلقاك بؤسَي ونعمى من مخايلهِ ... كالنارِ في طبعهِ الإحراقُ والنور
باب ٦٣
قال الحطيئة يهجو أمه
تنحي واجلسي مني بعيدًا ... أراحَ الله منك العالمينا
أغربالًا إذا استودعتِ سرًا ... وكانونًا على المتحدثينا
وقال كعب بن زهير
ولا تمسك بالعهدِ الذي عهدتْ ... إلا كما تمسكُ الماءَ الغرابيلُ
وقال محمود في غلامه
أشبهُ من يستودعُ السرَّ عبدهُ ... كطارحِ رملٍ بينَ أعوادِ غربالِ
وقال آخر
أعززْ علىَّ بأخلاقٍ وسمتَ بها ... عندَ البريةِ يا فالوذجَ السوقِ
تضيقُ بالسرِّ ذرعًا إنْ خصصتَ به ... حتى يرى ذائعًا كالنفخِ في البوقِ
باب ٦٤ في
حسب اللئيم
وقال محمد بن مناذرٍ
فاعنفْ على حسبِ اللئيمِ فإنما ... حسبُ اللئيمِ إلى الزبيرِ زجاج
وقال حسان بن ثابت
وأمانةُ المريِّ حيثُ لقيتهُ ... مثلُ الزجاجةِ صدعُها لا يجبرُ
وقال الأعشى المتقارب
فبانت وقد تركتْ في الفؤا ... د صدعًا على نأيها فاستطيرا
كصدعِ الزجاجةِ لا تستطي ... عُ كفُّ الصناعِ له أن تحيرا
وقال أبو عثمان الناجم يهجو
لك عرضٌ مثلمٌ من قواريرٍ ووجهٌ ململمٌ من حديدِ
وقال آخر
ولم أرَ مثلَ الصدِّ أحسنَ منظرًا ... إذا كانَ ممنْ لا يخافُ على وصلِ
وآلتْ يمنيًا كالزجاجِ دقيقةً ... وما حلفتْ لا لتحنثَ من أجلي
وقال آخر
إذا حلفوني بالغموسِ منحتهمْ ... يمينًا كأسماءِ الرداءِ الممزقِ
وإن حلفوني بالطلاقِ رددتها ... على خيرِ ما كانتْ كأنْ لم تطلقِ
وإنْ حلفوني بالعتاقِ فقدْ درَى ... لحيمُ غلامي أنهُ غيرُ معتقِ
وفي رقةِ اليمين من حسن التشبيه قول البحتري
سألوني اليمينَ فارتعتُ منهم ... ليقروا بذلك الإرتياعِ
ثم أمررتها كمنحدرِ السي ... لِ تهاوى من المكانِ اليفاعِ
باب ٦٥ في
السقيط واللغام
قال الفرزدق
وأصبح مبيضُّ الصقيعِ كأنهُ ... على سرواتِ النبتِ قطنٌ مندفُ
وقال العرجيِّ
كأنَّ سقيطَ الثلجِ ما حصبتْ به ... على الأرضِ قطنٌ أو دقيقٌ يغربلُ
وقال ابن المعتز يصف أرضًا
أرقتُ بها والركبُ ميلٌ رؤوسهمْ ... يخوضونَ ضحضاحَ الكرى وبهم وقرُ
علاهمْ جليدُ الليلِ حتى كأنهم ... بزاةٌ تتجلَّى من مرابئها القمرُ
وقال أبو نواس يصف لغامَ الجمل المديد
1 / 57