Taariikhda Tarjamada iyo Dhaqdhaqaaqa Dhaqanka ee Xilliga Maxamed Cali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Noocyada
21
ولم يكتف الدكتور «برون» بهذا، بل أراد أن يكون القاموس الجديد جامعا أيضا للألفاظ والمصطلحات الطبية القديمة، فأتى بالقاموس المحيط ووزعه على أفراد هذه الهيئة، وأشرك معهم مصححي المدرسة الشيخ محمد عمر التونسي، والشيخ سالم عوض القنياتي، والشيخ علي العدوي، وأمر كلا منهم أن يراجع الجزء الذي بيده، وينتقي منه «كل لفظ دل على مرض أو عرض، وكل اسم نبات أو معدن أو حيوان»، ولم يقنع «برون» بهذا أيضا، يقول الشيخ التونسي: «ثم خصني الناظر المذكور باستخراج ما في القانون من التعاريف، وما في تذكرة داود من كل معنى لطيف، وزدت على ذلك ما في فقه اللغة، ومختصر الصحاح، وما في الهروي من التعاريف الصحاح، وضممت لذلك أسماء الأطباء المشهورين، وأسماء عقاقير كنت رأيتها في بلاد السوادين.»
22
فلما تمت هذه الجهود جميعا، عهد بهذا القاموس الجديد إلى الشيخ التونسي، فرتب الألفاظ والمصطلحات على حروف المعجم، وراجعه مراجعة دقيقة، ولم يأل جهدا - كما قال - «في تصحيح كلماته، وتهذيب عباراته»،
22
فلما انتهى من هذا كله قابله معه وكيل مدرسة الطب الدكتور محمد شافعي أفندي، وسماه التونسي في النهاية «الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية»، ولم يقصره على الألفاظ العربية، بل ضمنه «أسماء لاتينية، وأخرى فرنساوية، وأخرى فارسية، سواء استعملتها العرب أو كانت محدثة ودخلت في الألفاظ الطبية لأدنى سبب».
22
ولم يكد التونسي ينتهي من إعداد قاموسه حتى كان محمد علي باشا قد لبى نداء ربه، وأخذت الحياة العلمية في عهد عباس الأول تركد ويخمد نشاطها، وخشي كلوت بك أن يضيع القاموس فاصطحبه معه إلى باريس وفي التاسع من سبتمبر سنة 1851 قدمه هدية للمكتبة الأهلية
Bibliothèque Nationale
23
Bog aan la aqoon