Taariikhda Tarjamada iyo Dhaqdhaqaaqa Dhaqanka ee Xilliga Maxamed Cali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Noocyada
ولكنهم مع هذا كانوا في حاجة إلى قاموس طبي، ولم يتبع طريقة رفاعة في مدرسة الطب إلا الدكتور «برون» في كتابه «الجواهر السنية في الأعمال الكيماوية»؛ فقد ألحقه بذيل في 119 صفحة «لشرح الآلات الواردة في الكتاب»، ورتب هذا الذيل على حروف المعجم الشيخ التونسي مصحح الكتاب، وقدم له بقوله: «وبعد، فلما من الله سبحانه وتعالى بإتمام كتاب الكيميا للماهر في جميع الفنون، ناظر مدرسة الطب البشري الشهير «برون»، وكانت فيه أعمال جمة، تحتاج إلى آلات معرفتها مهمة، وكان لم يذكر في الكتاب منها إلا القليل، فقصد أن يجمع جميع الأشكال، ويجعلها كالذيل ليكون بها الإتمام، ولأجل أن تكون كلها مجموعة في ورقات قيلة، لتسهل مراجعتها في المهمات الجليلة، فجمعها في هذه الورقات، ووضحها أتم توضيح كما هو المقصود للمراجعات، وأمرني أن أرتبها على حروف المعجم لتكون في المراجعة أسهل وأقوم، فامتثلت أمره لما فيه من الفوائد ... إلخ.» ومن الآلات التي شرحت في هذا المعجم: الأنبوبة، والأنبيق، والبوتقة، والجفنة، وجهاز تعيين الوزن النوعي للهواء والغازات ودورق ولف، والمخبار، والمرشح ... إلخ. وكلها ألفاظ واصطلاحات لهؤلاء الطلائع الفضل في كشفها أو صياغتها فإننا لا نزال نستعملها حتى الآن في كتبنا الكيمائية.
غير أن كثرة الكتب الطبية التي ترجمت كانت تتطلب إيجاد أو ترجمة قاموس طبي، وقد بدأت المدرسة بترجمة قاموس صغير
19
في هذا الموضوع من تأليف «نايستن
Nysten »
20
ولكنه لم يف بالغرض، فأحضر كلوت بك من فرنسا «قاموس القواميس الطبية
Dictionnaire des Dictionnaires de Médecine » تأليف «فابر
Fabre » وهو في 8 أجزاء، ويشتمل على جميع الاصطلاحات العلمية والفنية في الطب والنبات والحيوان والعلوم الأخرى المختلفة المتصلة بالعلوم الطبية.
وتعاونت مدرسة الطب بكل هيئاتها على ترجمة هذا القاموس إلى اللغة العربية، «ففرقه ناظر المدرسة إذ ذاك (وهو الدكتور برون) على مهرة معلميها، وهم: حضرة إبراهيم أفندي النبراوي معلم الجراحة الكبرى، وحضرة محمد علي أفندي معلم الجراحة الصغرى ، وحضرة محمد شافعي أفندي معلم الأمراض الباطنية، وحضرة محمد أفندي الشباسي معلم التشريح الخاص، وحضرة عيسوي أفندي النحراوي معلم التشريح العام، وحضرة العلامة السيد أحمد أفندي الرشيدي معلم الطبيعة، وسعادة حسين أفندي غانم الرشيدي معلم الأقراباذين والمادة الطبية، وحضرة مصطفى أفندي السبكي معلم أمراض العين، وحضرة حسنين علي أفندي معلم النباتات في ذلك الحين، فترجم كل منهم الجزء الذي أعطيه، واجتهد في توقيع لفظه على المعنى حتى شكرت مساعيه».
Bog aan la aqoon