193

Taariikhda Tarjamada iyo Dhaqdhaqaaqa Dhaqanka ee Xilliga Maxamed Cali

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

Noocyada

هناك.

وفي مفتتح القرن العشرين فكرت مصر ثانية في هذا القاموس، وأحضرت له نسختان شمسيتان أودعتا في دار الكتب الملكية في القاهرة، وفي حدود سنة 1910 بدأت نظارة المعارف تفكر في طبعه، وعهدت بالأمر إلى الدكتور أحمد عيسى بك، فنشر منه مائة صفحة فقط، انتهى فيها إلى لفظ «أزدران»، أي أنه لم يستوف حرف الألف، ولم يقف جهد الدكتور عيسى بك عند نشر النص العربي كما تركه التونسي، بل أعاد ترجمة كل لفظ من ألفاظ القاموس إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ونشره جامعا لهذه اللغات الثلاث، وطبع هذا الجزء على نفقة دار الكتب الخديوية، في مطبعة المقتطف بالقاهرة سنة 1332 / 1914، غير أنه وقف عند هذا الحد ولم يتم طبع بقية القاموس، فظل حتى الآن منسيا في دار الكتب ينتظر من يعنى بنشره وإحيائه.

وفي نفس الوقت الذي كان التونسي يعد فيه قاموس «الشذور الذهبية» فكر الدكتور «برون» في طبع القاموس المحيط للفيروزآبادي في مصر، وقد أشار إلى مشروعه هذا كثيرا في رسائله إلى صديقه «جول مول»؛ ففي خطابه إليه المؤرخ 14 يناير سنة 1845 قال «وتكون مخطئا إذا حسبت أن القاموس يوجد عند العلماء، فليس هناك في القاهرة ولا في مصر كلها عشرة علماء يملكون هذا القاموس، بل ليس هناك عشرة علماء يعرفون كيف يستعمل القاموس.» وختم خطابه بجملة فيها تهكم مرير، قال: «فلنعط إذن قاموسا للعلماء

Donnons done un dictionnaire aux Ulémas .»

24

وقد ذكر لصديقه في خطابات أخرى أنه أعد للأمر عدته؛ فأحضر نسخا كثيرة مخطوطة كما أحضر نسخة القاموس المطبوعة في كلكتا سنة 1230-1232، وأنه اتفق مع الشيخ التونسي على مراجعة النسخ ومقابلتها أثناء الطبع، وأنه طلب من الباشا أن يأذن له بطبعه

25

في مطبعة بولاق، غير أنني رجعت لأقدم نسخة من القاموس طبعت في بولاق، فوجدت أنها نشرت في جزأين بإشراف وتصحيح الشيخين محمد قطة العدوي ونصر الهوريني، وذلك في سنة 1272 / 1856

26

بأمر محمد سعيد باشا، ولم أجد في المراجع التي أفدت منها ما يبين الأسباب التي عاقت «برون» والتونسي عن تنفيذ مشروعهما، وجعلت تنفيذه على يد الشيخ نصر الهوريني.

Bog aan la aqoon