109

Taariikh

التاريخ

Noocyada

وفي جلسة من جلسات المناظرة تلك قال مصعب الزبيري: إني يا أمير المؤمنين قد تكدر عيشي وساء ظني وأقسم ما بقيت آمن عليك زوجك ولا ولدك ولا أم ولدك ولا أحدا من حاشيتك! قال هارون: (( وما ذاك؟ )) قال: (( لأن يحيى دعاني إلى بيعته )). فأخرج هارون الرشيد (يحيى عليه السلام) وجمعه بالزبيري فقال يحيى (ع) لهارون: (( لقد جاء بقول لو قيل لمن هو أقل منك فيمن هو أكبر منك لما أفلت )) (1) ولكني أباهله وأحلفه على قوله ودعواه علي.

وتقدم يحيى(ع) وحلف الزبيري اليمين المعروفة بالزبيرية ونصها: (( برئت من حول الله وقوته، واعتصمت بحولي وقوتي، وتقلدت الحول والقوة من دون الله استكبارا على الله، واستغناء عنه، واستعلاء عليه ))(2). وتردد مصعب في الحلف فقال الرشيد للفضل بن الربيع: (( ويحه لماذا لا يحلف؟ )).

فرفسه الفضل وصاح به أن يحلف. فحلف الزبيري. فضرب يحيى (ع) بين كتفيه وقال: (( يا ابن مصعب قطعت والله عمرك )).

وكانت نهاية مصعب سيئة فقد تمزق لحمه وأصيب بالجذام، وانخسف به قبره على اختلاف رواية موته.

وأعاد الرشيد يحيى (ع) إلى سجنه رغم ما حدث في حادثة الزبيري من عبرة وعظة له وشدد عليه في السجن حتى تفحم لسانه ولم يستطع أن يتكلم.

نقض الأمان

علماء البلاط والسلاطين هم الذين يزينون ويحلون للحكام ما يريدون ويتخذون من الإسلام واسمه صورا لفتاوى وأحكام ما أنزل الله بها من سلطان. وقد علمنا كيف مثل أبو البختري ذلك الدور أمام هارون الرشيد وحان الآن دوره ليستخدم القضاء في نقض أمان يحيى بن عبدالله (ع) وكان يحيى (ع) قد عرضه على جميع العلماء والفقهاء وأكدوا صحته ووثقوه وأكدوا أنه لا يمكن نقضه.

Bogga 109