110

Taariikh

التاريخ

Noocyada

أراد هارون الرشيد الخلاص من يحيى (ع) ولكي يتجنب نقمة الجماهير استخدم عالم السوء (( أبا البختري )) لتحقيق غرضه وجمع هارون العلماء والفقهاء وعرض عليهم الأمان فمر الأمان على محمد بن الحسن صاحب أبي يوسف فقال: (( هذا أمان مؤكد لا حيلة فيه ولا سبيل إلى نقضه ولو ألجئت إلى أن أكتب مثله لما أحسنت فمن نقضه فعليه لعنه الله )): فرماه الرشيد بدواة شجته.

ثم مر على الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال بصوت ضعيف: (( هو أمان صححه الفقهاء كافة )). فأعطوا الأمان أبا البختري وهب بن وهب فقال: (( هو منتقض ودمه في عنقي )) فقال الرشيد: (( أنت قاضي القضاة مزقه إن كان باطلا )) فقال:(( مزقه يا أبا هشام )) يريد مسرورا خادم هارون فقال : (( بل مزقه أنت)) فأخذ سكينا ومزقه ويده ترتعش (1) .

النهاية المؤلمة

أعطى أبو البختري الضوء الأخضر لهارون الرشيد لقتل يحيى(ع) فشدد عليه والقاه في حديقة مليئة بالسباع المجوعة فأمسكت عن أكله ولا ذت بناحيته وهابت الدنو منه.

ثم إن هارون قلل عليه الطعام إلى النصف وتكرر ذلك حتى مات.

وقد اختلف المؤرخون في قصة موته (ع) هل مات من الجوع والعطش أم من الضرب عندما كان يضرب مائة سوط كل يوم؟ أم سقي بالسم؟ أو بني عليه وعلق برقبته؟ وكيفما كان موته فقد ذهب شهيدا وسجل هارون بقتله يحيى (ع) صورة من أشنع صور الغدر والخيانة في تاريخ الإسلام.

وكان (ع) قبل موته قد كتب ورقة دفعها إلى يحيى البرمكي يسلمها لهارون عند موته فيها: (( بسم الله الرحمن الرحيم. يا هارون المستعدي قد تقدم، والخصم على الأثر، والحاكم لا يحتاج إلى بينة )) (2) .

من المآسي الأخرى في عصر الرشيد

كما هو معروف فإن هارون الرشيد ابتعد عن قتل أهل البيت (ع) بصورة ظاهرة حتى لايهيج طبقات المجتمع عليه وعدل إلى المكر والخديعة في القضاء على أهل البيت (ع) ومن هؤلاء:

Bogga 110