108

Taariikh

التاريخ

Noocyada

ويروى أن الرشيد قال يوما لخادمه مسرور اذهب وانظر ماذا يفعل يحيى؟ فذهب مسرور إلى السجن ووجد يحيى (ع) يعد طعامه فأخبر هارون بذلك. فقال اذهب وقل له: (( اطعمنا من قدرك )) وذهب مسرور إليه واخبره بطلب هارون. فأفرغ يحيى (ع) قدره في وعاء وأعطاه مسرورا. فذهب به إلى الرشيد بين مائدته فأعرض عنها وأقبل يأكل طعام يحيى (ع) حتى جاء على آخره ومسح بلقمته آخر بصلة كانت قد علقت في الوعاء.

ثم أعطى مسرورا مائة من أثوابه وأمره أن يذهب بها إلى يحيى (ع) فذهب وعرضها على يحيى (ع) فرفضها جميعا وقال: (( قل لأمير المؤمنين هذا لباس أهل العافية ولست من أهلها فليس بي حاجة إليها وإذا رأيت أن تذكر ما أنا فيه من الضيق وتسأله الصفح والتفضل فافعل )). فقال مسرور: (( لا ولا كرامة لك لست لذلك بأهل )) وانصرف وأخبر هارون بإجابة يحيى(ع) عندما عرض عليه الثياب فبكى هارون فأخبره مسرور بطلب يحيى (ع) فغضب هارون وتغير وجهه وقال: (( ويحك بماذا أجبت؟ )) فأخبره مسرور بالأجابة فهدأت ثورته وقال: ((احسنت بارك الله فليك )).

وكان هارون الرشيد يخرجه إلى مجلسه عدة مرات للمناظرة والمعاتبة وشدد عليه أن يعطية أسماء أصحابه السبعين (1) الذين اشترط لهم الأمان فقال: (( يا أمير المؤمنين أنا رجل من السبعين فما الذي نفعني من الأمان، أفتريد أن أدفع إليك قوما تقتلهم معي لا يحل لي هذا (2) .

Bogga 108