============================================================
الهيد شح معالمر العدل والتوحيل على صفة الوجود فيجب أن تكون الذات على صفة الوجود حاصلة في العدم حتى يصح منه القصد إلى ذلك.
وثالثها أنا نعلم الأشياء في حال عدمها ونميز بينها وبين غيرها فلولا أن تلك الأمور متميز بعضها عن بعض وإلا لاستحال منا أن نعلم تميزها، وفي ذلك ثبوتها ذواتا وفي حال عدمها.
وجوابه أنه لا يلزم من كون المعدوم معلوما أن يكون ثابتا لوجوه ثلاثة: أما أولا فلأن المحالات معلومة فيلزم أن تكون ثابتة. وإنما قلنا: إنها معلومة؛ لأنا نحكم عليها بكونها متنعة الحصول، والحكم بأمر على أمر يتوقف على تصور حقيقة المحكوم عليه والمحكوم به، فثبت أن المحال معلوم.
لا يقال: العلم بالمحال علم لا معلوم له. وبيانه أنا إذا قلنا مثلا: مثل الله تعالى محال.
فالعلم المتعلق بمثل الله تعالى علم لا معلوم له؛ لأن المعلوم إما أن يكون موجودا أو معدوما، ومحال أن يكون ها هنا موجودا لأنا حكمنا عليه بأنه محال، والمحال لا يكون موجودا، ومحال أن يكون معدوما؛ لأن المعدوم الصرف لا يكون مثلا لله تعالى؛ لأنه موجود، وكلامنا ها هنا في إثبات مثل له، ولما ثبت أن كل معلوم فهو إما معدوم أو موجود، وثبت أن مثل الله تعالى لا يمكن أن يكون معدوما ولا أن يكون موجودا، ثبت أن مثل الله تعالى غير معلوم؛ لأنا نقول: القول بإثبات علم لا معلوم له باطل. لوجهين: أما أولا فلأن العلم تعلق مخصوص، وحقيقته أنه أمر إضافي، والإضافة لا بد لها من مضاف، وذلك المضياف إليه هو المعلوم فإثبات علم من غير أن يتقرر في مقابلته معلوم محال، وهكذا القول في جميع الأمور الإضافية.
Bogga 160