============================================================
الشهيد شح معالم العدل والنرحيل والثاني يبطل مذهبهم، لأن متعلق القادر إذا كان هو الوجود مع أن الوجود غير حاصل بالاتفاق في العدم بطل مذهبهم في أن متعلق القادر لا بد من أن يكون ثابتا، وأيضا فإن جاز تعلق القادرية بالوجود ولا وجود هناك جاز تعلقها بالذات ولا ذات. والثالث أيضا باطل؛ لأنا نقول: ليس في العقل وراء الذات والوجود ومجموعهما وشيء آخر قسم خامس منفصل، فإذا أبطلنا الكل لم يبق لقولكم الذات على الوجود مفهوم محصل يستحق أن نتكلم عليه، فإذا بطل أن يكون متعلق القادرية الذات بانفرادها والوجود بانفراده وأن مجموعهما ليس أمرا زائدا على معقول المفردين والشيء المنفصل عنها فلا ثبوت له بطل قولهم.
ثم ولو سلمنا أن مفهوم الذات على الوجود أمر زائد على مفهوم المفردين لكنا نقول إذا كان متعلق القادر هو الذات على الوجود لزم أن يكون الذات على الوجود حاصلا قبل تعلق القادر حتى تتعلق القادرية، فيلزم أن يكون الذات على الوجود سابقا على تحقق الوجود، وهو غير معقول.
وثانيها أنا إذا أردنا ايجاد الشيء فإرادتنا متعلقة بأمر متميز عن غيره، وإرادة إيجاد الشيء انما تكون قبل وجود ذلك الشيء، فيلزم أن يكون ذلك الشيء متميزا عن غيره قبل وجوده، وذلك يقتضيي كون الذوات ثابتة في العدم.
وجوابه أن متعلق القصد إن كان هو الأمر الثابت في العدم فهو محال؛ لأنا إنما نقصد إلى تكوين غير ما هو كائن لا إلى تكوين ما هو كائن في الحال، وإن كان متعلق القصد لا يجب أن يكون ثابتا فقد بطل أصل الشبهة، ثم نقول: إنه يكفي في صحة القصد إلى إيجاد الذات ان يعلم القادر حقيقتها وماهيتها ثم يدعوه الداعي إلى إيجادها مطابقة لما علم من حقيقتها ومعقولها من غير آن يشعر بثبوتها في العدم، وأيضا فالقادر عندهم يقصد إلى إيجاد الذات
Bogga 159