============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل العلم بوجود الأشياء نظريا لا ضروريا؛ فلأنا إذا شاهدنا جسما أو عرضا علمنا بالضرورة وجودهه والذي علمناه بالضرورة هو حصوله وثبوته، فأما الصفة التي يثبتونها ويسمونها الوجود فتصورها مكتسب، والتصديق باتصاف الذات بها آيضا مكتسب، فلو كان وجود الأشياء عبارة عن تلك الصفة لكان العلم بوجود الأشياء متوقفا على اكتساب تصور الوجود وعلى اكتساب التصديق باتصاف الذات بصفة الوجود فيكون العلم بوجود الأشياء نظريا.
لا يقال: إن كان هذا لازما لنا فهو بعينه لازم لكم؛ لأن وجوده الشيء وإن كان على مذهكم عين ذاته ولكن العلم بأن وجود الشيء عين ذاته ليس علما ضروريا بل نظريا.
فقبل تمام ذلك الاستدلال يكون التجويز قائما، فإن لزم من ذلك التجويز السفسطة فهي لازمة لكم، وإن لم تلزم بطل أصل دليلكم؛ لأنا نقول: إنا نريد بالوجود الأمر الذي يضطر اليه عند قولنا: السماء موجودة، والأرض موجودة. وذلك الأمر لا يجوز أن يكون صفة زائدة على تحقق ماهية الشيء وثبوته في الأعيان، وإلا لزم ألا يحصل العلم الضروري ال بوجود السماء والأرض، فحاصل كلامنا أنا نستدل بالعلم الضروري بوجود السماء والأرض على أن وجودها غير زائدة على حصولها في الأعيان، فاندفع الإشكال.
واحتج أصحاب أبي هاشم لمذهبهم بأمور: أولها قالوا: إن المقدور لا يوجد إلا باتخاذ القادر له واتخاذ القادر له متوقف على تعلق القادرية به دون غيره، وتعلق القادرية به متوقف على تيزه في نفسه، فيجب آن يكون وجوده متوقفا على تميزهه وذلك التميز حاصل قبل وجوده، وهو المطلوب.
وجوابه أنا نقول: متعلق القادر عندكم هو الذات أو الوجود أو الذات على الوجود.
والأول باطل؛ لأن الذات ثابتة لا حاجة بها إلى القادر أصلا، فيستحيل تعلق القادرية بها.
Bogga 158