104

============================================================

الشهيد شح معالم العدل والنوحيل فنقول: الأقانيم الثلاثة لا تخلو إما أن تكون المرجع بها إلى محض ذاته تعالى أو لا تكون كذلك والأول باطل بالضرورة، لا يقول به أحد؛ لأن الذات الواحدة من حيث أنها ذات وا حدة يمتنع أن تكون أمور ثلاثة متعددة. وأما الثاني فلا يخلو إما أن يكون المرجع ببعض الأقانيم إلى مجرد ذاته وإما أن لا يكون كذلك، فالأول هو الذي يحكى عن بعضهم أن أقنوم الآب هو نفس الذات أي أن وجود القديم تعالى هو عين ذاته.

ال و أما الثاني فلا يخلو إما أن يكون المرجع بالأقانيم الثلاثة إلى موجودات ثلاثة أو لا يكون كذلك فإن كان الأول فإما أن تكون تلك الموجودات قائمة بذات الله تعالى كما يحكى عن الأشعرية وإما أن تكون موجودات قائمة بأنفسها كما يقوله من أثبت آلهة كثيرة غير الله تعالى، وإما أن لم تكن الأقانيم الثلاثة أمورا موجودة فلا يخلو إما أن تكون من قبيل الأحوال كما يقوله أبو هاشم أو من قبيل الأحكام كما يقوله أبو الحسين أو من قبيل السلوب والإضافات كما تزعمه الفلاسفة، فهذه الوجوه التي يمكن حمل الأقانيم الثلاثة عليها.

والكلام على هذه المقالة من وجهين: الأول منهما السرد. واعلم أن الحاصل من مذهبهم أن الذات واحدة والأقانيم لا تتعدد أصلا، وأما الذات على الأقانيم فثلاثة، فإذن حقيقة مذهبهم اعتبار أمور ثلاثة: وخدة الذات، والامتناع من تعديد الأقانيم، والقول بأن الذات مع الأقانيم ثلاثة.

فنقول: إن كان مرادهم بالأقانيم الثلاثة ذواتا ثلاثة قائمة بأنفسها غير ذات الله تعالى فهذا يناقض مذهبهم أن الذات واحدة ثلاثة بالأقنومية، وأيضا فسيأتي إفساده في الوحدانية ان شاء الله تعالى. وإن كان مرادهم بالأقانيم الثلاثة معان قائمة بذات الله تعالى كما تقوله الأشعرية فسيأتي الكلام عليها في الصفات. وإن كان مرادهم بالأقانيم الثلاثة الأحوال

Bogga 104