============================================================
المهيد شح معالمر العدل والتوحيد فأما سائر أقاويلهم في النبوة والإمامة وتأويلات الشرائع وذكر الباطن فقد أفردنا عليهم كتابا في الرد أبطلنا فيه قواعدهم وأفسدنا فيه جميع مذاهبهم وما عدا ذلك من ذكر فرقهم ورجالهم، والسبب في نصب هذه الدعوة فهو بكتب التواريخ أليق.
الفصل السابع في الرد على النصارى حكى نقلة المقالات عنهم أقاويل مختلفة ومذاهب مضطربة لا تثول إلى رابطة ولا عها جامع، ومهما لم تنضبط المذاهب فالكلام عليها عسير صعب، نعم قد اشتهر عنهم مقالتان: أحدهما فيما يختص ذات القديم تعالى وصفاته وهي التثليث.
والثانية فيما يعتقدونه في أمر عيسى عليه السلام وهي الاتحاد. فلنقصر الكلام في الرد عليهم فيهما.
المقالة الأولى فيما يختص ذات القديم تعالى وصفاته.
والمشهور عنهم أنهم يقولون: إن الله تعالى واحد بالجوهرية ثلاثة بالأقنومية، فأما وصفهم الله تعالى بأنه جوهر فالخلاف فيه لفظي؛ لأنه قد اشتهر عنهم من مذاهبهم أن الله تعالى ليس بمتحيز وأنه تعالى منزه عن المكان والجهة. وأما الأقانيم فقد اتفقوا على أنها ثلاثة: أقنوم الآب وهو ذات البارى تعالى، وأقنوم الابن وهو الكلمة، وأقنوم روح القدس وهو الحياة.
وقد تخبط الناس في معرفة مقاصدهم بها، فقد قال بعضهم: إنها ذوات. وقال بعضهم: هي آشخاص وقال بعضهم.: هي وجوه وصفات. ونحن نذكر تقسيما حاصرا يحيط بجميع الأقسام التي يمكن أن تقال فيه ونرد عليهم بعد ذلك.
Bogga 103