============================================================
النسهي شح معالمر العدل والنوحيل غاية؛ لأنكم إذا أثبتموهما من غير طريق إليهما جاز إثبات غيرهما من غير طريق، إذ ليس عدد أولى من عدد.
وثانيهما إذا قلتم بأنهما مستحقان للإهية بزعمكم فكيف ساغ لكم إضافة النقص إلى التالي مع اعتقاد الإلهية، وكيف يتصور النقصان في الإله، ومن حقه أن يحصل على جميع أوصاف الكمال ليكون مستحقا للعبادة، ثم نقول: إذا أقررتم بنقصانه فمع القول بذلك هل يبقى إلها أم لا؟ فإن كان الأول فكيف يكون إلها مع نقصانه، والإله لا يكون ناقصا.
وان كان الثاني فكيف قلتم بأنهما إلهان أحدهما سابق على الآخر.
وثالثها إنكم إذا حكمتم على التالي بالنقصان فأخبرونا عن سبب نقصانه هل كان لأنه قديم أو لأنه حادث أو لأنه حصل لغيره، فإن كان نقصانه لأنه قديم فالسابق أيضا بزعمكم قديم فيجب أن يكون ناقصا أيضا، وإن كان نقصانه لأنه حادث فالتالي عندكم ليس بحادث بل هو قديم، وإن كان نقصانه لأنه حصل بغيره فإذا جوزتم أن يكون التالي حاصلا بغيره مع أنه قديم فيجب في السابق أيضا أن يكون حاصلا بغيره مع آنه قديم، فيلزم نقصانها جميعا، وأنتم لا تجوزونه، ثم يقال لهم: نقصان التالي هل كان لذاته أو لعارض؟ فإن كان لذاته فالسابق أيضا ناقص؛ لأنه مشارك له في حقيقته لاشتراكهما في القدم، وهو حقيقة في الذات، والأحكام الذاتية لا يمكن افتراق المثلين فيها، وإن كان لعارض فلم اختص العارض بالتالي حتى جعله ناقصا دون السابق من غير مخصص، وهما حاصلان في الأزل على سواء: فهذه جملة كافية فى إفساد ما زعموه من توحيدهم.
Bogga 102