البرهان الثاني: قال: وقد يمكن أن يبين أن العالم واحد بأن يستعمل في ذلك أمور تبينت في الفلسفة الأولى وذلك انه قد تبين فيما سلف أن حركة الجرم السماوي ازلية، وان الحركة الأزلية واجب أن يكون المحرك لها قوة متبرئة عن المادة، لأن هذه القوة يجب أن تكون غير متناهية، والقوى الهيولانية متناهية ضرورة. وتبين فيما بعد الطبيعية ان الكثرة بالعدد في الموجودات انما تكون من قبل الهيولي لا من قبل الصورة. فإن فرضنا عالما آخر، وجب أن يكون فيه ضرورة جسم مستديرة أزلي مغاير بالعدد لهذا الجسم (المستدير الذي من هذا العالم. وإذا كان هاهنا جسم مستدير مغاير بالعدد لهذا الجسم) فله محرك مغاير بالعدد ضرورة لهذا المحرك، وما هو مغاير فهو ذو هيولي (فالمحرك اذن للجسم السماوي ذو هيولي) وقد تبين أن هذا مستحيل. هذا خلف لا يمكن.
الفصل السادس
Bogga 132