البرهان الثالث: ويقول أيضا أنه لما كان قد تبين أن الأجسام البسيطة ثلاثة بالجنس: الجرم المستدير والجرم الثقيل والجرم الخفيف، وكانت حركات الأجزاء من واحد واحد من هذه الأجسام البسيطة إلى مواضع واحدة بالعدد، فواجب ضرورة أن تكون المواضع ثلاثة بالعدد، أحدها: موضع الجرم الثقيل، والآخر: موضع الجرم الخفيف، وثالث: موضع الجرم المتحرك على استدارة. وإذا كان العالم انما توجد أجزاؤه في هذه المواضع، وكانت هذه المواضع ليس يوجد (من) واحد منها اثنان بالعدد، فواجب أن يكون العالم واحدا، والجرم العالي هو المستدير، والخفيف هو الوسط، والأسفل هو الثقيل، ولذلك قد يمكن أن يقال ان الابعاد التي تشغلها هذه الأجسام هد بهذه الصفة، وان اماكنها هي بهذه الصفة، ان سمينا الابعاد أمكنة على جهة الاستعارة، والا في الخفيفة فالجسم المستدير ليس له موضع الامحدت الجسم الذي يتحرك حواليه، واما الثقيل والخفيف فلها نهايات محيطة بها. فقدتبين من هذا القول ان العالم واحد، وتبين مع هذا طبيعة أجزائه ومواضيعها وعددها.
الفصل السابع
Bogga 133