وَكَانَ الشّعبِيّ مِمَّن خرج مَعَ ابْن الْأَشْعَث فَلَمَّا قدم على الْحجَّاج بعد قتل ابْن الْأَشْعَث قَالَ وَأَنت أَيْضا مِمَّن خرج علينا يَا شعبي قَالَ أَحْزَن الْمنزل وأجدب الجناب واكتحلنا السهر واستحلسنا الْخَوْف ووقعنا فِي حربه لم نَكُنْ فِيهَا بررة أتقياء وَلَا فجرة أقوياء قَالَ صدق وَالله مَا بروا بخروجهم علينا وَلَا قووا إِذْ برزوا إِلَيْنَا أطلقا عَنهُ
وَدخل عَلَيْهِ ابْن أبي ليلى وَقَالَ أصلح الله الْأَمِير مَشْهُور النَّصِيحَة صَحِيح الْأَدِيم شَاكر السان خرج أبي مَعَ ابْن أبي الْأَشْعَث فهدم منزلي وَحلق على اسْمِي وَحرمت عطائي فَقَالَ أَو مَا سَمِعت الشَّاعِر حَيْثُ يَقُول
(جانيك من يجني عَلَيْك وَقد ... تعدِي الصِّحَاح مبارك الجرب)
(ولرب مَأْخُوذ بذنب قَرِيبه ... وَنَجَا المقارف صَاحب الذَّنب)
قَالَ لَا وَلَكِنِّي سَمِعت الله يَقُول غير هَذَا فِي أخوة يُوسُف ﴿قَالُوا يَا أَيهَا الْعَزِيز إِن لَهُ أَبَا شَيخا كَبِيرا فَخذ أَحَدنَا مَكَانَهُ إِنَّا نرَاك من الْمُحْسِنِينَ قَالَ معَاذ الله أَن نَأْخُذ إِلَّا من وجدنَا متاعنا عِنْده إِنَّا إِذا لظالمون﴾