192

Tahdhib Riyasa

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Baare

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Daabacaha

مكتبة المنار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

الأردن الزرقاء

ينصرونني فَقَالَ لَهُ عبد الْملك أنفذ لأمري فلعمري الْحجَّاج أحكم رَأيا أَن يأخذك بأحنة ويعفك بسيئة ولعمري لِأَن فعل لأحولن زعامته زعامته ولأنبذن مَنْزِلَته وليفارقن كرامته وبالحرى أَن يكون قد أحكمته تجاربه وقصدت بِهِ مذاهبه وعزب عَنهُ جَهله وثاب إِلَيْهِ حلمه فَخرج إِلَيْهِ كثير فِي أَصْحَابه حَتَّى قدم عَلَيْهِ فَلَمَّا دخل إِلَيْهِ قَالَ لَهُ مرْحَبًا بِكَثِير بن هراثة من قوم سادة كرام قادة بهَا ليل زَاده قَالَ لَهُ هراثة قد كَانَت بيني وَبَين الْأَمِير أَشْيَاء امْتَلَأت مِنْهَا رعْبًا وضقت بهَا ذرعا والأمير صَحِيح الْأَدِيم فِي الْحسب الصميم والشرف الْقَدِيم لَا يشتكي مِنْهُ الضعْف وَلَا يخَاف مِنْهُ العنف فَقَالَ الْحجَّاج مَا احتجنا إِلَى ثنائك وَلَا رغبنا فِي دعائك وَلَا تلام على فعلك وَلَا يُعَاقب مثلك وَأَجَازَهُ وفضله على أَصْحَابه فَلَمَّا قدم على عبد الْملك قَالَ كَيفَ رَأَيْت رَأْيِي فِي الْحجَّاج يَا كثير ألم تَجدهُ مصيبا لَا يَأْخُذ فِي أمره بالعجلة حَتَّى يرى من عدوه الْغرَّة قَالَ بلَى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أحسن لَفظه وأدوم لحظه وأسكن فوره وَأبْعد غوره وَالله لَو لم يسهل من أمره مَا توعر لطحنني طحن الْمَرْوَة الململمة متساقط حب الجمجم

1 / 286