277

Tafsir Bayan Sacada

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

Noocyada

{ قال الله } مجيبا لهم { إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين } نزول الآية وكيفية المائدة وكيفية اكلهم مذكورة فى المفصلات باختلاف فى الروايات من اراد فليرجع اليها.

[5.116]

{ وإذ قال الله } اتى بالماضى لتحقق وقوعه او لانه كان بالنسبة الى الرسول المخاطب ماضيا بحسب المقام { يعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين } الخطاب لعيسى (ع) والمقصود تقريع امته وتبكيتهم والمنظور التعريض بامة محمد (ص) الذين قالوا بآلهية الائمة { من دون الله } والسر فى هذا التقييد فى كثير من امثال هذه الآية ان جعل الخلفاء مظاهر الهيته وآلهة بآلهيته كما ورد عنهم فى قوله:

وهو الذي في السمآء إله وفي الأرض إله

[الزخرف:84] انه كناية عن تسلط خلفائه لا ضير فيه ولا عقاب على قائليه وجعلهم او غيرهم آلهة مقابلة لله ومغايرة له كفر باعث للعتاب على قائليه { قال سبحانك ما يكون لي } ما ينبغى لى والتعبير بالمضارع للاشارة الى انه بعد كونه على اشرف الاحوال لا يليق بحاله التفوة بمثل هذا المقال فكيف قال وهو فى اخس الاحوال، كأنه قال لا يليق بحالى واقرارى بعبوديتك والخلوص فى طاعتك فى هذه الحالة { أن أقول ما ليس لي بحق } فكيف قلته فى اخس الاحوال { إن كنت قلته فقد علمته } لانك { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } هو من باب المشاكلة او المعنى ما فى ذاتك او هذه الكلمة كناية عما يخفى الانسان عن الغير من غير ملاحظة نفس وروح { إنك أنت علام الغيوب } تعليل للجملتين بمنطوقه ومفهومه.

[5.117]

{ ما قلت لهم إلا مآ أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم } ان تفسيرية بمنزلة اى تفسير للقول بجعل القول بمعنى الامر او تفسير لامرتنى بتقدير امر من القول بعد ان، والتقدير ما قلت لهم الا ما امرتنى به ان قل اعبدوا الله وحينئذ لا حاجة الى تكلف فى ذكر ربى وربكم بعد اعبدوا الله، او مصدرية بدلا او بيانا لما والقول بمعنى الامر او للضمير المجرور ولا يلزم فى البدل جواز طرح المبدل منه حتى يقال: يلزم منه بقاء الموصول بدون العائد، او ان تفسيرية تفسير لامرتنى من دون تقدير ويكون ذكر ربى وربكم حكاية لما قال لهم من عند نفسه منضما الى المحكى اشعارا بانه حين أمرهم بالعبادة اقر لنفسه بالعبودية وان اقرارهم بالربوبية له كان لاتباع الهوى لا بشبهة نشأت من قوله ويجوز ان يكون خبر مبتدء محذوف او مفعول فعل محذوف { وكنت عليهم شهيدا } مراقبا لهم على اعمالهم { ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد } تعميم بعد تخصيص دفعا لتوهم التخصيص.

[5.118]

{ إن تعذبهم فإنهم عبادك } تفعل بهم ما تشاء شروع فى الشفاعة باحسن وجه { وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز } لا مانع لك من المغفرة { الحكيم } تعلم بلطف علمك استحقاقهم لها وقدر استحقاقهم.

[5.119-120]

Bog aan la aqoon